شرح اسماء الله الحسنة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
روي عن محمد بن عبد الله في صحيح البخاري ، صحيح مسلم :
"إن لله تسعة و تسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن قال الله تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها
النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً جامعاً واضحاً
فقال يخاطب ربه : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ ) .. الخ
. ففسر كل اسم بمعناه العظيم ونفى عنه ما يضاده وينافيه .
فتدبر هذه المعاني الجليلة الدالة على تفرد
الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة المطلقة الزمانية
في قوله : ( الأول والآخر ) والمكانية في (الظاهر والباطن) .
فالأول يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن ،
ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية ،
إذ السبب والمسبب منه تعالى ..
والآخر يدل على أنه هو الغاية ،
والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها ن ورغبتها ،
ورهبتها ، وجميع مطالبها ،
والظاهر يدل على عظمة صفاته
واضمحلال كل شئ عند عظمته من ذوات وصفات على علوه ،
والباطن يدل على إطاعته على السرائر ،
والضمائر ، والخبايا ، والخفايا ، ودقائق الأشياء ،
كما يدل على كمال قربه ودنوه .
ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شئ في كل النعوت .
العلي
الأعلى
المتعال
قال الله تعالى ( ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم )
وقال تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى )
وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال )
وذلك دل على أن جميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه ،
فله علو الذات ، فإنه فوق المخلوقات ،
وعلى العرض استوى أي علا وارتفع ،
وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق ،
بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته ،
قال تعالى : ( ولا يحيطون به علماً ) .
وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شئ في كل نعوته ،
وله علو القهر ، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم ،
فنواصيهم بيده ، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع ،
وما لم يشأ لم يكن ، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا ،
ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه ،
وذلك لكمال اقتداره ، ونفوذ مشيئته ،
وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه .
الكبير
وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد ،
والكبرياء ، والعظمة ، والجلال ،
الذي هو أكبر من كل شئ ، وأعظم من كل شئ ،
وأجل وأعلى . وله التعظيم والإجلال ، في قلوب أوليائه وأصفيائه .
قد ملئت قلوبهم من تعظيمه ، وإجلاله ، والخضوع له ،
والتذلل لكبريائه ،
قال الله تعالى ( ذلك بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير ) .
يتبع