هل تذكرين
حين التقينا صدفة في ليلة صيفية
كانت كليل العاشقين
كان المكان يعج بالنغمات بالضحكات
بالفرح الذي يكسو وجوه الحاضرين
وحيدة كنت مقطبة الجبين تتأملين
عقدا كلون الثلج في يدك رهين
ورغم ذا كان الجمال يشع من وجه حزين
وفجأة رأيتك تقفين تتلفتين
وبامتعاض رميت عقد الياسمين
فتطفلت شفتايا وقالتا
عجبا وكيف الزهر يرمي الزهر في دنس التراب
فنظرت لي شزرا وقلت ياهذا الغريب
زهر يذكر بالعذاب لابد أن يبقى مهين
ثم اختفيتي في جموع الساهرين
ومضى الزمان وعدت ثانية إلى نفس المكان
ورأيت حزن الأمس يقبع في العيون
فتسللت قدماي نحوك دون ما استئذان
فقلت ياذا من تكون
فأجبتك رجل غريب يحب زهر الياسمين هل تذكرين
ورأيتك تتبسمين
فتشجعت كلماتي الحمقى لتسألك عن الألم المكين
عن الأسى المكنون مابين الضلوع كانت إجابتك الدموع
فأعلن الصمت الخضوع في حضرة الدمع السخين
وتعطرت كفي بدمعك وارتوى المنديل من عذب تقاطر من غمام
وبعد أن سكت البكاء عن الكلام بدا الكلام
وتركتك تتكلمين تتكلمين
وبحت لي أثناءها عن سرك الغالي الدفين
قلت بأنك تعشقين وأنك تتعذبين
لأنه في ذات يوم أهداك عقدا من زهور الياسمين
وقال وهو يمده الحب مثل الزهر يذبل بعد حين هل تفهمين
ولم تريه بعدها ورغم ذا تترقبين
فقد يعود كالزهر يبعث من جديد إليك يدفعه الحنين
ومضت سنون فيها تحدثت الشفاه فيها تخاطبت العيون
فيها أضات لك الشموع ونسيت أيام الدموع
وكل ليل يتكرر السهر الجميل
وعرفت عني كل شيئ ماذا أريد ومن أكون
وعرفتك أدمنتك وعن جميع السائلين حفظتكِ سرا مصون
كتبت فيك قصائدي وخواطري أعلنت كل مشاعري
لم أخفها عنك كما أنت كما يحلو لك أن تفعلين
أخلصت في حبي لك ولم أخون ولن أخون
أنسيتك أنت كما قلت حنين الأمس والماضي الحزين
وبثثت في قلب تخلله الجليد دفء الوريد
فغدت حياة كالصقيع تزهو بأزهار الربيع
ومن جديد جعلتك تهوين زهر الياسمين
أم لم أكن يوما حبيب
هل عاد ذاك السر والماضي الحزين
هل عاد أم أن الفؤاد. قد تشوق للأنين
أم أنه كان انتقاما من جميع العاشقين
وسكت لا تتكلمين
ذكرتك ذاك اليمين وبكيت نعم بكيت
ورجوت ألا ترحلين لكنك لم ترحمين
وأفقت من حلمي وأنت تختفين
أواااه ما أقسى الفراق ألم وأنت تعرفين
رباه كيف الإنعتاق من حبك والاشتياق
من أسرك وأنا السجين
ما بعدك في من أقول قصائدي وخواطري
لمن أبوح مشاعري
يا أنت أسألك وان لم تسمعين
من بعد هجرك لي لمن ستبكين الدموع وتضحكين
ومن يضيء لك الشموع لتسهرين
ومن يكون القادم المسكين الذي في ذات ليل
تلقين عقد الياسمين في دربه
لتلعبين بعقله وبقلبه تتمتعين