--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى ( والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُُضل أعمالهمْ * سيهديهم ويصلح بالهُمْ*ويدخلهُمُ الجنة عرفها لهُم ) .
قال تعالى(ولا تحسبن الذين قُتلُوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهُم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هُم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايُضيع أجر المؤمنين)
وقال تعالى ( ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون).
--------------------------------------------------------------------------------
كان شأنه في الوزارة كل يوم إذا بقي على أذان الظهر ساعة ونصف أو نحوها توجه إلى المسجد يصلي الضحى ويقرأ القرآن إلى أن يؤدي صلاة الظهر ثم يعود إلى مكتبه لإكمال عمله , وما كان فعله هذا يؤثر على أعماله فقد كان العمل يسيراً
أبو ناصر عبد الرحمن العباد
--------------------------------------------------------------------------------
وكتب لنا أحد الأخوة الذين عاشروه في الشيشان حتى مقتله ببعض ما رآه فيه فقال : عرفت فيه صفاتٍ قل ّ أن تجتمع في مجاهد , منها :
1- الإخلاص : فكان يفعل الشيء صامتاً لا يعلم به إلا الله سواء في قراءة القرآن أو الذهاب إلى الحراسة أو العمليات .. الخ
كان شديداً في إخفاء عمله – رحمه الله _.....
2- لا يحب الإمارة : فقد عرضت عليه الإمارة مرات كثيرة – لما كان يراه القادة من تأهله لذلك – ولكنه كان يعترض على ذلك ويعتذر , وما علمته تأمّر وقبل الإمارة إلا مرة واحدة , وكان مضطراً لذلك .
3- الإكثار من قراءة القرآن والحرص على تعليمه : كان أبو سعد قد حفظ القرآن الكريم كاملاً قبل دخوله الشيشان , وكان شأنه عجيباً في مراجعة القرآن ؟؟
يقرأ كل يوم أربعة أجزاء ويزيد عليها أحياناً , حريصاً على مراجعته وتلاوته.
وكان يعلّم كتاب الله تعالى سواء للكبار أو الصغار – وأنا ممن قرأ عليه القرآن وتعلم على يديه .. ولم يزل معلماً للقرآن حتى قبيل مقتله , فقد كان يعلّم المجاهدين في المعسكر .
4- البشاشة والمرح : وهي صفة يراها كل من عاشره , فقد كان بشوشاً لإخوانه مداعباً لهم حريصاً على إدخال السرور إلى قلوبهم , لا أعلم أن أحداً من الاخوة سمع منه كلمة نابية أو وقف منه موقفاً محرجاً , ولا أنه أغضب أحداً من الاخوة يوماً ما . ومع ذلك فقد كان كثير النصيحة لإخوانه , ولم يقف نصحه على الشباب بل حتى القادة كان ينصح لهم سواء من الناحية الشرعية أو العسكرية , وإذا أخطأ بعض إخوانه لم ينصحه أمام غيره بل أخذه بمفرده وأدى إليه واجب النصيحة .
5- محبة الشهادة : كان يتمنى الشهادة ويدعو بها يرددها على لسانه دائماً , بل ويذكرنا بما أعده الله لشهداء من فضل ورفعة , وأذكر أننا في يوم الأيام أثناء قيامنا بالحراسة وهو يتلو كتاب الله توقف فجأة وأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال : يا معشر الإخوة : إن الله من علينا بنعمة عظيمة حيث وفقنا للدخول إلى أرض الشيشان , كم من شباب الإسلام من هم أفضل منا عبادة وقيادة وعلماً ولكنهم لم يستطيعوا الدخول إلى هذه البلاد ... فالحمد لله على نعمته.
وحين يعرض عليه بعض الإخوة الخروج من الشيشان ويلح عليه بذلك يقول : سننتظر العملية الكبيرة فإن أكرمنا الله فيها بالشهادة وإلا خرجنا قبل الشتاء .. ولكنه قتل قبل تلك العملية , فأسال الله أن يكون أكرمه بالشهادة .
6 – السمع و الطاعة للأمراء : فقد كان يسمع و يطيع , ومع محبته للعمليات و المشاركة فيها فقد كان لا يكثر مناقشة الأمراء و لا مجادلتهم إذا لم يتم اختياره بل يرضى وينقاد طاعة لله ورسوله صلى الله عليه و سلم حيث أمر بطاعة الأمراء ..
ومن مواقفه في ذلك : كنا في جبل لأبي الوليد الغامدي , والبرنامج أن كل مجموعة تستلم الحراسة في أعلى الجبل لمدة ثلاثة أيام ثم تعقبها مجموعة أخرى , و كان ذلك في برد شديد , وقلة الزاد وعدم صلاحية المكان للنوم ولا الإقامة بسبب كثرة الثلوج فقد كانت المجموعات تبادر بالنزول فور انتهاء مدتها – ثلاثة أيام – إلا أن أبا سعد قد مر عليه أكثر من سبعة أيام و لم يتكلم – هو ومن معه – ولم يطلبوا التغيير حتى بلغ الأمير خبرهم فسارع بإرسال مجموعة أخرى للحراسة ... فلله درهم ما أصبرهم وما أحرصهم على البذل في سبيل الله .
7- الشجاعة في القتال : أما في القتال فقد كان مقاتلاً شجاعاً لا يهاب الأعداء , ومما أذكره أن أبا سعد كان في مجموعة حراسة في جبل الريان , فتقدم الأعداء إلى جبل شاكر وهو الجبل الثاني من جبال أبي الوليد , فسمع أبو سعد بالتقدم فذهب إلى إخوته لمساعدتهم وبرفقته أبو ثابت – رحمهما الله – ومكثوا في الخنادق حتى رتبت العملية , ثم تقدمنا نحن من الجهة اليمنى لمحاصرة العدو , وأخذ أبو سعد وأبو ثابت الطريق الآخر ففوجئوا بأعداد من جنود العدو ينزلون من الجبل فبادرا بمواجهتهم وإطلاق النار عليهم حتى قتلا منهم عدداً ورجعا إلى الاخوة سالمين .
ومن حرصه على المشاركة في العمليات مع أنه كان مصاباً إصابة بليغة في عضده أنه طلب من الأمير السماح له بالمشاركة في عملية في (سرجينوت) فسمح له , وكان يحاول إخفاء جرحه ولا يتمكن من رفع السلاح إلا بمشقة , وفي ذلك اليوم هطلت أمطار قوية فامتلأ الطريق ماءً وطيناً وسقط أبو سعد بسبب ذلك كثيراً وأكثر سقوطه على يده الجريحة فيتألم ألما شديداً إلا أنه يخفي ذلك ويتظاهر بالنشاط ولا يشتكي إلى أحد , وواجهنا نهراً مليئاً بالماء الجاري بقوة فدخله المجاهدون ودخل معهم فامتلأت جعبته ماءً وكذلك سلاحه فصبر وواصل معهم إلى أن رجعوا إلى معسكرهم سالمين .رحمه الله وتقبله في الشهداء الصالحين .
أبو قتيبة الحربي
--------------------------------------------------------------------------------
أبو ثابت
نفس أبية وروح زكية , أبت العيش في دنيا دنية ورفضت ما تطارده البشرية , لم يلتفت إلى هراء الناس , ولا إلى أماني الوسواس الخناس , طارت به أحلامه , وحلقت به آماله , لم تعرف له دار , ولم يقر له قرار , جال الأمصار , وقطع حياته بالأسفار , كل ذلك لأنه يحمل هما وله مبدأ , له هم لا كالهموم , نعم كان يحمل هماً فماذا كان هذا الهم , هل كان في أمواله وعقاراته ؟ أم كان في زوجته وأولاده ؟؟ أم في شيء من حياته ؟ كلا ولا .
إن الهم الذي يحمله كان منعكساً على حياته , إن الهم الذي يحمله هو الذي جعله يعيش عالماً آخراً , يعيش حياة ليست كحياتنا , ويفعل افعالالا نطيق فعلها , أنا لست أحكي حياته فهذا خيال ولست أروي قصته فهذا محال تستحي الشجاعة أمثاله , وتتبنى الشهامة أفعاله , سل أراكان وكسوفا والألبان ! سل أرغون وريان ! سل أراضي أروس مرتان ! سل وسل ...
وأخيراً هاهي دماؤه تسيل على جبال الشيشان , ونفارق جتمانه في ذلك المكان . فلا نامت أعين الجبناء .
وداعاً أيها البطل إلى لقاء يسوقه الأجل .
مقاله كتبها .أبوسعد القندهاري رحمه الله في 8-2-1421هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الخاتمة :
أخبرنا قصة مقتله بعض الأخوة الذين حضروه , وكان أقربهم إليه ( أبو الحارث )
ومنه أخذنا التفاصيل , فإليك البيان :
( يحرصون على الشهادة كما يحرص أحدكم على الحياة ) إن هذه العبارة تمثل ما عليه أبطال الجهاد وشباب العقيدة , ولقد كان أبو سعد – رحمة الله – واحداً منهم فقد كان يحرص على المشاركة في كل عملية يسمع بها , ويتوجه إلى الأمير ليعرض نفسه عليه , عسى أن يتم اختياره فيقابل أعداء الله ويكون قريباً جداً من تلك الأمنية الغالية (الشهادة في سبيل الله ).
وفي يوم من تلك الأيام وبعد أن أثخن جند الله في أعداء الله وأبلوا في ذلك بلاء حسناً , وصل الأمير خبر من بعض أهل القرى المجاورة أن عدداً قليلاً من الروس , ستة أو سبعة سيمرون من النهر المجاور لموقع المجاهدين , ومعهم جريح يريدون نقله لإسعافه ... فاغتنم الأمير الفرصة ورأى أن هذا رزق ساقه الله إلى المجاهدين , خاصة وأن هؤلاء النفر من الفرقة الخاصة ( الكوماندوز) ,فأخبر جنوده بذلك , وبادر كل منهم ليختاره الأمير لهذه المهمة , وكان أبو سعد من أوائل المبادرين وتم اختياره مع عدد قليل من المجاهدين إذا إن العملية لا تستدعي الكثرة , وأخذ كل مجاهد موقعه واستعد للقاء العدو , وكان أبو سعد في المقدمة بل هو أول المترصدين ,قال أبو الحارث : ووصل أعداء الله , وأخذ أبو سعد يعدّ بصوت منخفض حتى إذا تجاوز العدد المتفق عليه رفع صوته بالتكبير وبدأ يمطر أعداء الله بالرصاص وتبعه المجاهدون الأبطال , واشتبك الفريقان واحتدم القتال , وعلمنا أن عدد العدو أكبر بكثير مما كنا نظنه .. وقد أخبرنا بعض أهل القرية – فيما بعد – أنهم رأوا أكثر من خمسين من جنود العدو يدخلون الغابة ذلك اليوم , ولم يخرج منهم سوى (ثلاثة ) !!! فلله در أبطال المسلمين ...
هدأ صوت الرصاص وسكنت الحركات ولم نعد نسمع للعدو صوتاً ولا نرى لهم شبحاً إلا تلك الجثث المتناثرة والذخيرة المتفرقة فاقتربت من أبي سعد وهو كالأسعد في الوغى قد اثخن في أعداء الله وقتل منهم عدداً يعلمه الله , وأخذت أتحدث إليه , واختلفنا في موت خنزير من تلك الخنازير فأكد أبو سعد – رحمه الله – أنه قتله بل لم يكتف بذلك حتى توجه إليه ليقضي عليه إن كان بقي فيه بقية ,إلا أنه كان على موعد مع الشهادة – إن شاء الله – فقد جاءته رصاصة من غادر كان متخفياً وراء تلك الجثث والأشجار فاستقرت في قلب أبي سعد ليسقط من ساعته محركاً لسانه وشفتيه بكلمات لم نستطع تمييزها لانشغالنا بأولئك الخونة .. فلما أقبلنا إليه وإذا به قد أسلم الروح إلى بارئها وفارق هذه الحياة الحقيرة...
اجتمع بعض الأخوة بسرعة لنقل جسده إلا أنهم فوجئوا برصاصة غادر أخرى فأصابت أبا سعيد الشرقي في رأسه فسقط على الأرض إلا أن روحه لم تخرج فاحتملناه مسرعين لعلنا نتمكن من علاجه وتركنا جسد أبي سعد إلى وقت أوسع .. وبعد أقل من ساعة فاضت روح أبي سعيد رحمه الله- فكانت مصيبة المجاهدين بفقد أولئك الأبطال كبيرة ولكن عزاءهم ما يرجونه لهم من فضل الله وكرامته وما أعده لشهداء من الأجر العظيم .
لم نتمكن من الرجوع إلى أبي سعد إلا يوم غداً فإذا هو على هيئته التي فارقناه عليها كأنما قتل الساعة معه جعبته وسلاحه ... بل وصحفه في جيب صدره قد اخترقته الرصاصة في وسطه قبل أن تستقر في حسد أبي سعد , نعم لقد مزقت الرصاصة مصحفه فلم يتمكن أحد بعده من القراءة فيه , ليظل شاهداً له بإذن الله فكم ختم القرآن في ذلك المصحف الذي كان لا يفارقه , وكم علم ودرس غيره كلام الله في ذلك المصحف الذي تمزق على صدره .
تلك والله مواقف الرجال , وهذه وربي مصارع الأبطال في ساحات الوغى ومواطن النزال ...
فاضت روحه وانتقل إلى ذلك الركب الطويل الذي يشع نوراً ساطعاً يضيء الطريق للسائرين , ويوقد نيران العزم في قلوب القاعدين ...
اللهم ألحقه بهم يا رب العالمين وتقبله في الشهداء وارفع درجته يا رحمن الأرض والسماء .
--------------------------------------------------------------------------------
الساقة
الحمد لله وحده , والصلاة على من لا نبي بعده
أخي الكريم :
قد قضيت وقتاً يسيراً مع جوانب وصفحات من حيات شاب من شباب المسلمين , مضى إلى ربه وقدم نفسه رخيصة في سبيل الله – نحسبه كذلك والله حسيبه –
نرجو أن تكون قد انتفعت بما قرأت وأن نكون جميعاً ممن قال الله فيهم
الذين يسمعُون القول فيتبعون أحسنهُ) وأن نتمثل أمر ربنا : ( أولئك الذين هدى اللهُ فبهُداهم ُ اقتدهٍ ).
وندعو كل أخِ قرأ هذه الوريقات فخطرت له خاطرة أو استحسن إضافة فائدة أو وجد خطأ أو عيباً أن يبادر بالكتابة إلينا , وله منا الشكر والدعاء وحسن الثناء ....
وفي الختام ... فإن من حق أخينا علينا أن ندعو له بالقبول الحسن وأن يبلغه الله أعلى منازل الشهداء , وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى ( إخوانا على سرر مُتقابلين )
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ها قد مضيت إلى الجهاد وسرت في *** درب الشهامة في ربى الشيشان
أرخصت روحك لم ترد عرضاً ولا *** جاهاًَ فقصدك طاعة الرحمن
كم كنت ترجو أن تنال شهادة *** وطلبتها من قبل في الأفغان
واليوم جاءتك الشهادة مقبلاً *** ومجاهداً لعصابة الطغيان
يا أحمد الخيرات هذى منحة *** جاءتك من رب كريم حان
فا هنأ أُخي بجنة الخلد التي *** فيها نعيم ّ ليس في الحسبان
أجر الشهيد أُخي أجر وافرّ *** ومكانه عالٍ لدى الديان
لكأنني بك بالدماء مضرجاً *** ودم الشهادة أصدق البرهان
اللون لون دم ٍ وأما ريحه *** فالمسك يا لكرامة الولهان
فالحور في شوق لكل مجاهد *** غيدٍ كمثل الدر والمرجان
لكأنني بك ياشهيد محلقاً *** فوق الجنان ووارف الأغصان
الروح منك بجوف طير سائح ٍ *** بين النعيم بجنة الأفنان
تأوي إلى تلك القناديل التي *** قد علقت بالعرش في إتقان
لكأنني بك أحمد الخير على *** تلك الأرائك أو على الكثبان
في مقعد للصدق عند مليكنا *** نعم الجزاء برفعة وجنان
وهناك ترجو أن تعود لما ترى *** ما للشهيد هناك من إحسان
ياأم أحمد ذا اصطفاء إلهنا *** فتجلدي بالصبر والسلوان
مات أحمد بل بأنعم عيشة *** والرزق موفور له بأمان
واسعد أباه فذي الشهادة منة ّ *** تعطى وتمنح من لدى الرحمن
ولتفخروا آل الدهيشي إنكم *** آل الشهيد له عظيم الشان
يا أحمد , إني أسائل خلقي *** بالعفو والتكريم والغفران
رباه هذا أحمد قد شبّ في *** فعل المكارم , حافظ القرآن
مااغتر بالدنيا ولا شهواتها *** بل قال ليست هذه أوطاني
وطني الجنان هناك حيث منازل *** فيها السرور وراحة الأبدان
فاقبله يا رباه واشكر سعيه *** واكتبه في الشهداء والفرسان
وارفع إلهي قدره واجعله من *** شفعاء يوم الحشر والميزان
--------------------------------------------------------------------------------
وداع شهيد أحمد بن محمد الدهيشي يرحمه الله
((( شعر أبو سعد )))
سطرت بالقرآن أعظم منهج
سل ما تشاء عن الجواد الأرحبِ ** وابعث إلي رسالة المتوثبِ
واقرأ علي ملامح العز التي ** ظهرت على أسد هصورمغضبِ
شنف بها سمعي فإن حديثها ** يُغري الفؤاد بشكلها المستعذب
أوما سمعت بمن مضى في ** عزة لله يرفع راية من مصعبِ
أوما سمعت بأحمد الخير الذي ** طلب الشهادة صادقاً لم يكذبِ
فأجابه الله الكريم بفضله ** وأناله من خير ذاك المطلبِ
لله درك يا أبا سعد فما ** حادت خطاك عن الطريق الأصوبِ
سطرت بالقرآن أعظم منهج ** ينبي عن الرجل الصبور الطيب
وبنيت للشهداء مجداً شامخاً ** لما تلقيت الرصاص الملهبِ
لله صدرك كم حوى من آية ** ولكم حوى من خير قولٍ للنبي
ولكم أزاح الغل عن أبوابه ** ولكم مضى قُدُماً ولم يتهربِ
فإليك يا أسد الحروب تحية ** من عُمق قلبي من فؤادي المتعبِ
وإلى التي بعثتك دون تسخط ** ورضت بما يقضي الإله ويجتبي
وإلى الكريم أبوك ذاك مجاهد ** أكرم به يا صاح من شهمٍ أبيّ
والله أسله يبلغك الذي ** قد كنت تقصده بأعظم مركبِ
والله أساله يجمع شملنا ** في جنة الخلد التي لا تخربِ
كتبها شقيقة : هيثم بن محمد