يقول عنه احد رفقائه.....
عرفته شابا صغيرا في السن.........لم يتجاوز الثامنة عشر عاما.....
شاب متوقد بالنشاط والحيوية وروح الالتزام...والتضحية....
اسمه فهد بن عبدالله الشبانات .....من أهل مدينة الرياض....ومن عائلة طيبه....
ودينه وثرية.....لما سمع عن محنة إخوانه في البوسنة والهرسك .....
ورأت عيناه أفلامهم ...وآلامهم....لم يطق الجلوس دون نصرتهم....
ومشاركتهم جهادهم .....وفعلا اعد واستعد للسفر....فسافر الى بلاد البوسنه والهرسك في صيف عام 1415هـ ......
وصل إلينا فرأيت قسمات وجهه البريئة .....ونور الإيمان مشع من وجهه الوسيم.....
أتت معركة فيسيكو قلافا.....واستنفر الشباب....فكان ممن نفر من المعسكر إلى الجبهة.....
وأكرمه الله بدخول هذه العملية .....والرباط على أرضها.....ومن ثم انتقل المجاهدون الى منطقة زافيدوفيتش....
وحين وصلنا إليها قسمونا إلى مجموعات .....كل مجموعه مكونه من خمسة من الشباب....
ووزعونا على البيوت البوسنويه في القرية .....أسفل الجبهة.....
فكنا في البيت المجاور للبيت الموجود فيه أبو عبدالله الشباني.....
عاشرته أكثر فأكثر ...وعرفته عن قرب.....فتعجبت والله من روحه المرحة...
وإيثاره إخوانه على نفسه ..... وخدمته لهم .....وقد أتى من بيت مال وثراء......
تركها كلها لله عز وجل....( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين...).....
كان ممن يحرص على الرباط ..... ويقلل النزول من الجبهة الا لحاجة قصوى......
مكثنا مرابطين قرابة السبعة اشهر حتى أتت معركة الفتح المبين.......
وكنا ننتظرها على أحر من الجمر....... حتى يسر الله واتت المعركة.......
اعد المجاهدون أنفسهم ....وحملوا السلاح والذخيرة .....
وكلهم شوقا للقاء الله والتنكيل بأعدائه الصرب......
وفعلا بدأت المعركة مع الفجر.....وتعالت صيحات التكبير ....
فأتت طلقات من صربي جبان على جانب ابي عبدالله فسقط شهيدا........
في بداية المعركة......
أتى خبر استشهاده رحمه الله ..
.فبقدر حزني على فراقه بقدر فرحي له بالشهادة......
فرحم الله ذلك الشاب الذي ترك الدنيا وما بها من لذة لله عز وجل.....
من كل من عاف الحياة مجاهدا وسلاحه الإيمان والإقدام
غدرته من شر العباد عصابة ملعونة من طبعها الإجرام
قاله وكتبه/ م. حمد القطري