نورد قصته هنا وذلك بعد ان سمعت خبر مقتله رحمه الله مع ابوجعفر اليمني تقبلهما الله ...ولأن اول ارض جاهد بها هي ارض البوسنه ......
حينما ترى عيناك ذلك الرجل ترتاح نفسك له، والأرواح جنود مجنده رأيت الرجل أول مرة في بداية عام 1994م في الخط الخلفي للمجاهدين في جبهة شريشا ، تلك الجبهة التي قتل بها الأسد ابو ثابت المصري (غير ابو ثابت المهاجر المصري)، التقيته ولم يكن يعلم من اللغة العربية شي ؟ ولكن رأيت في نظراته الحماس المنقطع النظير لنصرة اخوانه البوسنويين وفي الأعمال التي توكل عليه تنفيذا دقيقا ، كان رحمه الله في تلك الجبهة على خيل من خيول الغنائم ….يعسفها ويدربها ويطعمها……..ويوصل الطعام الى المجاهدين في الخط الأول عليها ……فكانت رؤيته في الجبهة ترتاح لها من جهتين؟؟؟؟…..من جهة ان الطعام قد اتى……..والأخرى رؤية وجهه المشع بنور الطاعة ولانزكي على الله احدا. مرت الأيام وبدأت المعارك في صيف 1995م واستبسل الرجل ……وصال وجال بين أعداء الله الصرب اثخانا وتقتيلا……حتى اتى اليوم الحزين الذي بث فيه خبر ايقاف المعارك في البوسنه واتفاق الأطراف الصربيه والكرواتيه والمسلمه على وقف اطلاق النار والامتثال لقرارات دايتون!!! رأيت قسمات وجهه الحزينه ……وقد ارتسمت على جبينه تقطيبه ……واسئلة يكررها بسرعة رهيبه……تسندها المعات الغزير……أصحيح ما نسمع يا(…..) حمد ……أصحيح ان الجهاد قد انتهى…….فكان والله كالذي فقد اعز ما يملك…….بل كالذي فقد ماله وأهله ………فأخذت اهدي من روعه …وابشره ان هناك جبهة أخرى هي جبهة الشيشان (هذا الكلام في الحرب الأولى للشيشان) ..فانفرجت أساريره …..ورجعت ابتسامته المعهودة … ووجهه المشرق الجميل …الله اكبر… الله اكبر . سأذهب هناك وأشارك اخواني الشيشانيين جهادهم……وأنال مكرمة الله بالشهادة في سبيله…… ولكنه كان مرتبطا ببعض الأمور في البوسنه .. فسبقته الى الشيشان…وحدث لي ظرف وخرجت من الشيشان …..الى البوسنه….مرة اخرى ….لم استطع الرجوع الى قطر ……وذلك لحبي الشديد لاخواني المجاهدين ……فآثرت السلام عليهم والتمتع بالنظر في وجوههم …..وإخبارهم أخبار اخوانهم في الشيشان…. لما رآني طار فرحا .. وعانقني عناقا حارا …. ودموعا متصله… ويقول لي سألك بالله أيوجد طريق للشيشان….قلت له نعم …قال أرسلني … وعانقته عناقا حارا بعد أيام ..عناق الوداع الأخير ……ورجعت الى قطر…..وذهب الى الشيشان .واستطاع الدخول ولكن .الحرب قد انتهت ؟؟؟!؟
مكث بها بعد الحرب يدرس ويعلم ويخدم اخوانه الشيشانيين ….وكان شديد التولع بسير الحور العين وكان دوما يقول يا ابا(….) الله اكبر.. .كيف الحور …كيف الجنة …خرج بعد سنة الى بلده تركيا…..فاتصل على احد أصحابه المجاهدين يقول .وهو يبكي ما الذي أخرجني من الشيشان …..والله ان الحياة لا تطاق بعد الجهاد…..والرباط ………..و…و…و..
فرجع مرة اخرى الى الشيشان …ومكث بها حتى أتت الحرب الثانية فكانت له الصولات والجولات …… وكان آخر أيامه مع القائد الفذ الهمام ابو جعفر اليمني رحمه الله وتقبله وبينما هما يهمان بفك احد الألغام اذ انفجر بهما اللغم ……..فخر الأسدان صريعان….تقبلهما الله في عداد شهدائه واسكنهم فسيح جناته فرحم الله تلك السير العطرة وتلك الوجوه النيرة……
من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
ابو الخلود اليمني 17
حمد القطري