هو من هو في الفضل وعراقة النسب ومثال المجاهد الحق وآية في التواضع ولين الجانب كسب قلوب اخوانه المجاهدين والبوسنويين على حد سواء ، ليث من اهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويرجع في نسبه الى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
هو وحيد امه من الذكور وهو كبير اخواته فكان منزل امه هو شعلته ولاخواته هو الأب الحنون والأخ الأكبر ، آثر على الراحة والدعه وضحى بنفسه ابتغاء للأجر والمثوبة من الله فانطلق ليشارك اخوانه المجاهدين على ثرى افغانستان ومكث بها فترة طويله وعاد الى والدته واخواته ففرحوا بقدومه واستبشروا وحال قدومه اذ هم
يخبروه بأنهم قد خطبوا له من بنات المدينه الصالحات وابدى ارتياحه وموافقته على المشروع وفعلا اخذ يرتب المنزل ويهيئه لقدوم زوجته اليه ولكن الله شاء له امرا غير ذلك، شاء له ان شاء الله ان تكون زوجته من الحور العين وان يكون من الشهداء عند رب العالمين ، مكث برهه فإذا اخبار اخوانه في البوسنه والهرسك واستغاثاتهم قد اقضت مضجعه فلم يهنأ له بال ولم يقر له قرار حتى اعد العده للسفر الى نصرة اخوانه من البوسنويين المسلمين وفعلا حزم حقائبه ويمم وجهه شطر تلك البلاد فسافر الى كرواتيا واستطاع دخول بلاد الكروات في وقت الشده حتى وصل الى نقطة ميتكوفيتش الكرواتيه الحدوديه مع اراضي المسلمين في مدينة موستار انزله الكروات من الباص واوسعوه ضربا مبرحا وسجنوه وحلقوا لحيته واخذوا ما معه من الأموال وبعد أيام أطلقوا سراحه الى مطار زاغرب العاصمه ورحلوه منها .
كل هذه الصعاب وكل هذه الأمور لم تثني اخينا ابي الحسن بل كان متلذذا بها ويتقرب بها الى الله عز وجل وبعد فتره اعاد الكرة مرة اخرى واستطاع بفضل الله ان يدخل الى بلاد البوسنه والهرسك ووصل الى المجاهدين هنالك وانضم الى جبهة مدينة ترافنيك .
رابط هناك مع اخوانه وكان وصوله في رمضان لعام 1415هـ وبعد وصوله بأسبوعين رزقه الله بمعركة عظيمه كان من المشاركين فيها الا وهي معركة جبل فلاشيج ذلك الجبل الذي قتل عليه جمع من المجاهدين العرب تقبلهم الله واسكنهم فسيح جناته ، وبعد مشاركته في المعركة كان مسرورا انه قد اشترك في المعركة ، وكان رحمه الله خدوما لاخوانه يحب ان يساعدهم ويخدمهم وفي وقت الفراغ يذهب لأطفال القريه البوسنويين ليعلمهم أمور دينهم فكان كالشعلة رحمه الله ، وفي شهر ذي الحجة لعام1415هـ دارت رحى معركة أخرى في نفس جبل فلاشيج العنيد ، وكان من ضمن المشاركين فيها ولم يعلم ان هذه الليلة ليلة المعركة هي الوداع لأبدي عن دار الغرور الى دار السعادة ان شاء الله ، كانت المعركة من ثلاثة جبهات وهم في الجبهة المنتصفة وبداية المعركة في الساعة الثانية عشر ليلا ( وقليل تلك العمليات في هذا الوقت واغلب المعارك بعد صلاة الفجر) اخذ اسود الله مواقعهم استعدادا لبدء المعركة مع الصرب وفعلا انطلقت قذيفة الآربي جي وتبعا الكلاشنات والبيكات وصيحات التكبير تعلو حينها قتل ابو دجانه الشرقي رحمه الله كما ذكرنا قصته وأصيب ابي الحسن بطلقة في كتفه خر بعدها مغمى عليه حمله اخوانه وكان طوال الطريق يقول :
يا رب ……… يا رب……….يا رب…..يا رب…..يا رب… كأنه يناجي الله عز وجل ويسألونه الأخوة هل أنت بخير فلا يرد عليهم سوا بكلمة يا رب........ .
حملوه بعد ذلك الى مستشفى المدينه ( ترافنيك) وهناك قال كلمة التوحيد العظيمه لا اله الا الله …….وبعدها فاضت روحه الزكية لبارئها العظيم وارتسمت على شفتيه ابتسامه غريبة ووضعه احد الاخوه في احدى غرف المستشفى استعدادا لدفنه وحتى لا يراه الشباب الجرحى ، جرح الأمير واحد المجاهدين ونزلوا للعلاج في نفس الليلة وسأل الأمير عن ابي الحسن فأخفى الشباب عنه الخبر وقالوا هو بخير فاندفع الأمير باتجاه الغرفة ومعه الشباب خلفه وفتحوا باب الغرفة فإذا برائحة كرائحة أجمل بخور عرف فوا لله الذي لا اله الا هو ويشهد الله ان الرائحة خرجت منه ، كرامة وتثبيتا للمجاهدين ان شاء الله وسبحان ذي الملكوت سبحان ذي الجبروت، ودفن بعدها في مقبرة ترافنيك ...
اللهم ارحم اخينا ابي الحسن وتقبله اللهم يارحمن الهم والدته الصبر والسلوان وعوضها خيرا منه اللهم آمين آمين آمين……
اماه قد عز اللقاء تصبري ……… ما كان قلبي يا حبيبة قاسيا
من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
خطاف البحريني 12
حمد القطري