هنيئا أيها البطل الهمام........................ظفرت بخير ما ظفر الأنام
كأني في جنان الخلد تسعى................. بك الحوراء خلي ياهشام
هشام القصير.........أبو محمد القناص........
من أهالي مدينة الرياض....من عائلة معروفة بالخير والصلاح.........
اهتدى رحمة الله عليه حينما تم فتح كابل من عام 1992م ......ثم قرر ان يذهب للجهاد....
وفعلا طار الى هناك .....واعد واستعد ثم رجع بعد فترة إلى السعودية ......
ثم تغيرت أحواله ...وضعف دينه .....وابتعد عن الطريق ..
ولكن شاء الله عز وجل ان ينقذ ذلك الشخص....ويرده الى طريق الخير....
فتحركت في نفسه معني الجهاد....وانتفضت ذكرياته تجذبها إليها بقوة وعنف....
وما هي الا أيام حتى عزم على السفر الى أي ارض بها جهاد.....او رباط......
فقرر الذهاب الى الشيشان وذلك قبل الحرب الثانية بسبعة اشهر.... ليرابط هناك ويرفع إيمانه...
سافر الى روسيا ومعه احد الاخوه وكلاهما من السعودية....أعطاهم الروس فيزة لمدينتين فقط...
هما موسكو وبيتروس بيرغ....اتصلا على المجاهدين في الشيشان فدلوهما على الطريق ...
والقطارات الموصلة الى هناك...وكل شيء ...حتى وصلا الى نازران مدينة حدوديه قريبة من الشيشان...وفيها تم اعتقالهما من قبل الروس لعدم وجود فيزة معهما......
وكان هشام يتحدث الإنجليزية ...فأحضروا له من تحدثه فدار التحقيق على انهم تجار أتوا إلى هنا لرؤية البضائع وما الى ذلك ... حتى اقفلوا ملف التحقيق..
وتم إرجاعهم بطائرة الى موسكو....ومنها اتصلا مجددا بالمجاهدين في الشيشان.....
واخبروهما بما وقع لهما ..فأرسلوا لهم اخ فلسطيني مقيم هناك ليوصلهم بنفسه الى الشيشان...
وفعلا وصل لهما الفلسطيني ...ورتب لهما حجوزات..وبينما هم في الطريق إلى المطار مع التاكسي....وكان الجو مظلما ...اذ أتت سيارة مسرعه خلفهم من نوع لادا ..واوقفوا سائق التاكسي ...وانزلوا الشباب من السياره....وجردوهما من ملابسهم الخارجية وانهالوا عليهم ضربا بقوه ...وبكل طاقتهم ومن ثم أوثقوا أيديهم وأرجلهم ...وغطوا وجوههم بأكياس نايلون...
وسرقوا متاعهم واموالهم وجوازات سفرهم....؟؟؟.....وتركوهم بالعراء....
حتى ظن هشام ان الطلقة ستأتيهم الآن ...بعد قليل ...الآن .. وهكذا ...حتى تأكدوا من مغادرتهم.
عندها زحف بعضهم لبعض ..وفكوا وثاق بعضهم بأسنان بعضهم....
عندها رجع هشام ومن معه بلا جوازات ولا أموال....ولكن قدر الله ثم التفكير الذكي.....
كان هشام قد ابقى مبلغ الفي دولار تحت حزام سرواله الجينز...لم يستطيعوا الوصول اليها...
ثم ذهبا الى السفارة وقامت بإرجاعهم الى السعودية........
ولكن صاحبنا لم يمل او يسأم.....بل عاود الكرة مرة أخرى ..وذهب الى اذربيجان.....
ورابط هناك عله ان يجد طريقا الى الشيشان عبر داغستان.....وفعلا ... شاء الله له ولصاحبه ...
غير صاحبه الأول ان يحصلا على فيزة لروسيا كلها وليست لمدينتين فقط.....
وكان طوال وقته يدعو الله ...ويلجأ إليه ان يدخله الى الشيشان ولا يخرج منها.....
وهذه الأحداث كلها قبل بداية الحرب الثانية..حتى يسر الله له الدخول....
فكانت فرحته لا توصف...وسعادته غامره....فكان شعلة نشاط هناك.......
وما لبث أربعة اشهر حتى أتت الحرب في داغستان...فكان من أوائل من نفر ......
وقاتل رحمه الله قتال الأبطال....وصال وجال.....حتى اذا حمي الوطيس....وكثر القصف...
واتت طائرات الهليكوبتر من كل مكان تقصفه....ذهب ومعه اخ ليبي ليحتميا من الطائرات...
تحت بيت طيني متهدم....فأتت قذيفة جبانة من طائرة هيلوكوبتر....
فكان فيها الموعد مع الله عز وجل...وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها....
رحمك الله يا هشام ..فقد طلبت الجهاد...وابتليت أكثر من مرة....
وحاولت وكررت واثبت حبك لمن خطبت ...الجنة....حتى نلتها ان شاء الله....
فوداعا هشام .....
قاله وكتبه/ م. حمد القطري