السؤال الثالث
ما هي أنواع الأديان؟
أعتقد أن الأديان الرئيسية الموجودة في وقتنا الحاضر تنقسم تحت ثلاثة عناوين رئيسية, الديانات السماوية, و الديانات الوثنية , و الديانات اللادينية
الديانات السماوية
الديانات السماوية المعروفة اليوم هي ثلاثة, اليهودية و المسيحية و الاسلام
و بما أن هذه الديانات تتبع نفس الرب فانها تتشابه الى حد كبير في جميع العناصر الخمسة التي ناقشناها في الموضوع السابق, فهي تشترك بالفكرة الرئيسية بوجود خالق عظيم و رسول و كتاب و عدو و طقوس و بيوت العبادة و تشجيع الأفعال الخيرة و نبذ الأفعال الشريرة و أخيرا و ليس آخرا فهي تتشابه في العنصر الأخير و هو الجزاء و المكافأة بالدخول الى الجنة
رغم هذه التشابهات فهناك اختلافات بسيطة بين الأديان السماوية و الاختلاف الأول هو الانبياء الذين يتبعهم كل دين, و تفاصيل الطقوس و بعض الأفكار الرئيسية كأن يعتقد اليهود بأنهم شعب الله المختار و أن يعتقد المسلمين بأن الاسلام هو آخر الأديان السماوية و خاتمتها و أن يعتقد المسيح بأن عيسى عليه السلام ضحى بنفسه من أجل غسل ذنوبهم و هم سيدخلون الجنة مباشرة و بعض الأفكار الأخرى
طبعا التشابه بين الاديان السماوية متوقع لأنها تتبع نفس الرب و نفس الفلسفة
الديانات الوثنية
أطلقت هذا الاسم تجاوزا على كل دين غير سماوي يقوم أهله بعبادة أو تقديس شيء مادي ملموس, كعبادة الأصنام و عبادة النار و عبادة أو تقديس البقر و بوذا و غيرهم من الديانات الغير سماوية
معظم هذه الأديان لها تاريخ قديم و لكنها ليست منتشرة جغرافيا كالأديان السماوية, فالهندوس مرتكزون في بلاد الهند و أطرافها و البوذيين يرتكزون في شرق آسيا و لكل من هذه الأديان فلسفتها الخاصة و هي تشترك مع الأديان السماوية في العنصر الثالث – تشجيع عمل الخير – و العنصر الرابع – نبذ الأفعال الشريرة
الديانات اللادينية
أطلق هذه التسمية تجاوزا – أيضا – على كل دين أو معتقد ليس سماويا و ليس وثنيا, و انا هنا أرمز الى المعتقدات الالحادية الرافضة لفكرة الدين بمجملها, أو القابلة لفكرة الرب من دون وجود دين أو طقوس أو تعاليم أو تحاذير أو جزاء, هم باختصار يرفضون فكرة الدين
مشكلة هذه الفئة الرئيسية هي غياب التاريخ و المنهج الواضح و الممارسات الواضحة التي تميزها, فأنا أعرف المسلمين من صلاتهم و اعرف المسيح من صليبهم و أعرف اليهود من لباسهم و أعرف الهندوس من النقطة الحمراء على جباههم و لكني لا أعرف ما هي علامة أو ما يميز الملحد؟ أو الشخص الذي لا يتبع أي دين
أنا أعرف كيف أصبح مسلما أو مسيحيا أو بوذيا او مجوسيا و لكني لا أعرف كيف أصبح ملحدا؟ أين أذهب؟ كيف أتصرف ؟ ما هو هدفي في الحياة؟ و ما هو هدفي بعد الموت؟
أنا هنا لست في طور انتقاد الالحاد كفكرة, و لكنني أطرح أسباب نفور اتباع الديانات و الاعتقادات من فكرة الالحاد اللا فطرية, ففطرة الانسان تتقبل بسهولة فكرة الدين و لكنها لا تتقبل بسهولة فكرة الالحاد و الفراغ الذي يتركه
خلاصة المقالة هي أن الاديان السماوية و الوثنية سهلة الاقناع لأن منهجها واضح و تعاليمها واضحة و مراجعها واضحة و هي تملأ الفراغ الذي يحتاجه الانسان , على العكس من فكرة الالحاد الضبابية, فالمنهج غير واضح و التعاليم غير واضحة و الهدف غير واضح و غياب كل هذه القناعات تترك الانسان في[color:107c=#ff0000:107c] فراغ فطري يشعره في ضيقة أكثر من الحرية