الوجــــ الحزين ــدان المدير العام
عدد الرسائل : 2299 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: @@المقدسيون في رمضان.. بالصلاة وروعة الاستقبال >>@@ الجمعة أكتوبر 19, 2007 11:58 pm | |
| المقدسيون في رمضان.. بالصلاة وروعة الاستقبال يتحدون الفقر والاحتلال!
بمنع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من جيل ما دون 45 عاما من الوصول للقدس جعلت دولة الاحتلال الصهيوني المقدسين يستقبلون الشهر الفضيل، واستكملت فصول القرارات الجائرة فنشرت في كل مكان بالقدس دوريات عسكرية راجلة وخيالة لمنع ومجابهة المصلين الممنوعين الذين يقصدون الأقصى المبارك. على الجانب الآخر وكعادتهم في تحدي المشهد السابق للاحتلال ملأ التجار المقدسيون محالهم بكل ما لذ وطاب من المنتجات ضاربين بعرض الحائط الوضع الاقتصادي الصعب أما خارج المحال فقد حلت الفوانيس الرمضانية بألوانها وأنوارها المختلفة تزين كل الأزقة لتبدو بأجمل صورة ابتهاجاً بحلول الشهر الفضيل، وكلما اقتربت أكثر من المسجد الأقصى المبارك زادت الزينة مقاما ووقارا لمداخل الطرق المؤدية إلى باحات المسجد. " لها أون لاين " تعرض في تقريرها ملامح رمضانية من القدس: في صباح يوم تالٍ ليوم زحم بالنشاطات تحدثنا إلى المقدسية عفاف الدجاني، هي امرأة كان برنامجها في اليوم السابق موزع بين العبادة وعلى رأسها صلاتها التراويح في المسجد الأقصى وقيامها بالمعايدة على بعض الأهل ناهيك عن جهودها كربة منزل، تقول عفاف عن رمضان القدس هذا العام:" بحمد لله رمضان هذا العام مميز جدا على القدس.. كنا نخاف من أن تحل إجراءات الاحتلال بظلها على المقدسين لكنهم بحمد الله انتصروا على كل هذه الإجراءات.. لم يتواني بيت من بيوت المقدسين عن وضع الأهلة والنجوم المضيئة لتزين منازلهم ومداخل بيوتهم، كما وضعوا الكثير من الزينة على النوافذ والأبواب والجداران ". وتضيف عفاف:" رغم الوضع الاقتصادي الصعب إلا أن الجميع أعطى رمضان حقه في فرحة الاستقبال "، وتؤكد أم داود على انتصار الكثير من أهالي الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 على إجراءات الاحتلال بوصولهم للصلاة في الأقصى، وتقول عن ما تراه يوميا في الأقصى:" بارك الله في الأقصى... المصلين يملئون الأقصى.. لقد رأينا جمعيا كيف حطم أهالي بيت لحم الحواجز للوصول إلى الأقصى.. لن يهتموا بتوقيف جيش الاحتلال لهم على الحواجز "، وتشفق أم داود على هؤلاء في يوم الجمعة فتقول:"في يوم الجمعة تغلق الحواجز ويكون التشديد أكثر فيضطر المصلي أن يمشي مسافة بعيدة للوصول إلى المسجد الأقصى"، وتعرب المرأة عن إعجابها الشديد بروعة الأقصى في الأيام السابقة من رمضان وعماره المؤمنين. وضع التجار أبو زياد صاحب محل للعطارة بمدخل سوق القطانين القريب من المسجد الأقصى، نثر بضاعته أمام المارة علّها تلقى رواجاً في أيام الشهر الكريم بعد حالة الكساد التي حلت به بفعل الحصار وإغلاق المعابر وارتفاع أسعار البضائع من بلد المنشأ ما يضطره إلى رفع أسعار بضاعته، لكنه ما يلبث أن يخفضها بما يتناسب مع مدخولات الناس في القدس فيزيد أحياناً الإقبال عليها وأحياناً أخرى تبقى على حالها وفقا للحالة الاقتصادية لأهالي القدس. ويشير الرجل إلى أنه رغم سوء الوضع الاقتصادي إلا أنه مع قدوم شهر رمضان يتحسن حيث يزداد الإقبال على الشراء خاصة من الأهل في القرى والمدن المجاورة وأولئك الذين يأتون للصلاة في المسجد الأقصى عبر مسيرات البيارق فأكثر من 80% من حجم المبيعات يكون لفلسطينيين الداخل الذين يرون في ذلك دعم لصمود القدس أمام الممارسات الاحتلالية. تاجر آخر هو الحاج عصام أبو زغير - صاحب محل لبيع الفوانيس- يقول هذا الرجل الذي أصر كغيره من عشرات التجار المقدسين على إعطاء الشهر الفضيل بهجته: "أبينا إلا أن نزين شوارع القدس ومداخل المسجد الأقصى بمناسبة شهر رمضان المبارك؛ لكي نحفظ التراث الرمضاني، فهذه الفوانيس زينت بالآيات القرآنية وصور الكعبة المشرفة، وما أجمله من منظر رمضاني في القدس". المعاناة التي تحدث عن التجار المقدسين أكدت بالأرقام في تقرير صدر مؤخرا عن الغرفة التجارية في مدينة القدس الشرقية وأوضح أن معدل الدخول لدى تجار المدينة، انخفض عشية شهر رمضان المبارك بنسبة تقارب 95% عن معدله السنوي هذا العام. الغرفة التجارية أكدت أن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني على المدينة وتمنع بموجبه سكان الضفة الغربية من دخولها وتفرض قيودا على دخول بقية الفلسطينيين من المدينة نفسها أو من فلسطينيي 48 هو السبب في ذلك. مسيرة البيارق واجبا تجاه القدس اعتادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية منذ عدة سنوات القيام بتوصيل آلاف المصلين من الأراضي المحتلة عام 1948 إلى المسجد الأقصى يوميا فيما عرف بـ" مسيرة البيارق ". بمسيرة البيارق تنقل مئات الحافلات المجانية المصلين من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والاعتكاف فيه على مدار اليوم، وقد وفرت المؤسسة هذا العام أكثر من 1100 حافلة تحديا لحرمان سلطات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى خلال رمضان بدعوى المخاوف الأمنية. المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية محمود أبو عطا قال أن المؤسسة وبمساعدة أهل الخير لا تتواني عن القيام بهذه المسيرة سنويا كما تستكمل المؤسسة جهودها لمن تنقلهم بالحافلات بمشروع إفطار الصائم فتقدم الآلاف من وجبات الإفطار للصائمين في رحاب الأقصى، إضافة إلى التمور وزجاجات المياه، وتتعاون المؤسسة مع القائمون على المسجد لعقد الدروس العلمية فيما يسمى بـ"إحياء مصاطب العلم في المسجد الأقصى"، حيث تعقد الدروس يوميا في محراب المسجد الأقصى للرجال، ومحراب مسجد قبة الصخرة للنساء. رمضان قبل 70 عاما يقول الدكتور الباحث محمد صلاح الدين بن موسى عن الأجواء الرمضانية لمدينة القدس قبل سبعين عاما أنه كان لرمضان في القدس قبل سبعين عاما تقريبا بهجته المتميزة وخاصة في الأحياء الشعبية جوار المسجد الأقصى, حيث الشوارع الضيقة والدور المطلة على الشارع والقناطر المتعددة, وحيث الدور المتلاصقة والأبواب الصغيرة التي تعلوها الشبابيك ذات الغطاء الخشبي السميك. وتابع "كانت أيام رمضان حافلة بالتقى والورع لدى سكان القدس جميعا إذ أنهم ما يكادون يتناولون طعام الإفطار حتى يسارعوا بالخروج من منازلهم هم وأولادهم الكبار قاصدين المسجد الأقصى حيث ينتظرون قيام صلاتي العشاء والتراويح ولم تكن ساحة الحرم المترامية الأطراف مكانا للصلاة فحسب بل كانت مكانا للقاء أيضا وكانت الساحة الخارجية الملاصقة لسور الحرم الشرقي قرب باب حطة مكانا للاحتفالات الشعبية في رمضان, وفي الأيام الأخيرة من رمضان كانت الحياة تدب في الساحة ويبدأ أصحاب المراجيح بنصب مراجيحهم والتهيئة لاستقبال عيد الفطر السعيد.
| |
|