الوجــــ الحزين ــدان المدير العام
عدد الرسائل : 2299 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: @@الوجاهة الاجتماعية وراء تسابق طلاب مصر للحصول على>>@ السبت أكتوبر 20, 2007 12:14 am | |
| الوجاهة الاجتماعية وراء تسابق طلاب مصر للحصول على أعلى الدرجات في الثانوية العامة!
مع كل بداية لعام دراسي جديد، يبدأ العد التنازلي لسباق محموم لطلبة الثانوية العامة للتنافس حول تحقيق أعلى المجاميع الممكنة لحجز مكان في إحدى الجامعات. وفي الغالب فيبدأ الطلبة في الالتحاق بمجموعات الدروس الخصوصية من الإجازة الصيفية. وساعد على هذا الارتفاع الملحوظ في أعداد الطلبة مؤخراً، وارتفاع آخر في مجاميع الطلبة التي يحصلون عليها مما أشعل حدة المنافسة. فهل أصبح حلم الشباب المصري الالتحاق بالجامعة؟ وهل يحقق هذا له طموحه؟ وما رأي الخبراء في التسابق المحموم بين الشباب للحصول على أعلى الدرجات؟.. نكشف إجابة هذه التساؤلات في هذا التحقيق...
مهنة مبهرة في البداية تقول أميرة بالصف الثاني الثانوي: لدي رغبة طموحة في الالتحاق بكلية الإعلام، ومسألة أنها تحتاج لمجموع كبير وفي ظل ارتفاع الحد الأدنى للالتحاق بالجامعة بشكل عام، جعلني أبذل مجهوداً كبيراً في المذاكرة خلال السنة الدراسية بل وبداية من الإجازة لاستغلال كل الوقت، ولحجز مكان في حلقات الدروس الخصوصية! وعن رأيها في توزيع مكتب التنسيق للطلاب على الكليات المختلفة تقول أميرة أنها ترى أن هذا نظام قاسٍ لأنه يجبر الطلاب على المذاكرة الكثيرة والمكثفة طوال العام ويحرمهم من ممارسة الحياة بشكل طبيعي وهذا حتى يلتحقوا بكلية مناسبة. والأفضل أن يلتحق كل طالب للكلية التي يريدها بدون توجيه مكتب التنسيق. وترى أميرة أن دراسة الإعلام هي أكثر المجالات التي تحقق لها ذاتها وطموحها، لأنها ترى نفسها أكثر في ممارسة العمل الإعلامي لأنها مهنة جذابة ومبهرة على حد قولها. مهنة مطلوبة أما حسن في الصف الثالث الثانوي فيقول: حددت هدفي من العام الماضي في الالتحاق بكلية الهندسة مثل أخي لأن مهنة الهندسة خاصة في مجال التكنولوجيا والكمبيوتر من أكثر المجالات المطلوبة في المجتمع الآن، حتى لا أعاني من البطالة بعد التخرج.علاوة على أنها مهنة مرموقة ولها مكانة عالية. ويرى أن نظام مكتب التنسيق مناسب للنظام التعليمي في مصر فيقول: لابد من وجود جهة مسئولة عن هذا العمل، حتى يدخل الطالب الكلية المناسبة لجهده وتعبه ومجموعه. لا يحقق الطموح أما محمد جمال في الفرقة الإعدادية بكلية الهندسة فيقول: كان حلمي الدراسة بكلية الهندسة لأنها الدراسة التي تحقق طموحي.وعن رأيه في مكتب التنسيق ونظام عمله يراه نظاماً جيداً ويضيف: لابد من وجود نظام في القبول للجامعات، وجهة تحدد العدد المطلوب فهذه مسألة تنظيمية لابد منها وفق احتياجات كل كلية حتى لا يتخرج الدارسون ويصبحوا عاطلين بعد سنوات الدراسة الطويلة. ويخشى محمد نفسه على مستقبله من تخرجه وعدم حصوله على فرصة عمل مناسبة فيقول: المشكلة أن أي نوع تعليم في مصر الآن لم يعد يحقق طموح الشباب لأنه سيتخرج ويكون مهدداً بالبطالة، فأرى كثيرين تخرجوا من كلية الهندسة أيضاً ويظل لمدة 4 أو 5 سنوات بدون عمل. وعن رأيه في تسابق الطلبة في الثانوية على الحصول على أعلى المجاميع يقول: هذا يحدث بسبب أن الغالبية الأكبر من الطلبة تريد الالتحاق بأفضل الكليات أو كليات القمة كما يسمونها في حين لا يوجد هذا النظام في الخارج. حتى لا يُظلم أحد أما سارة بكلية التجارة فحدثتنا قائلة: أرى أن نظام التنسيق مهم ومطلوب لضرورة وجود نظام في الالتحاق بالجامعات لأن كل طالب يحصل من خلاله على ما يستحق من كلية وفق مجهوده الذي بذله في الثانوية العامة وهو نظام لا يظلم فكل طالب يحصل على حقه. ولكن بالنسبة لي لم يكن حلمي الالتحاق بكلية التجارة ولكن المجموع سبب أن وجهني مكتب التنسيق لدراستها. وعن رأيها في تسابق الطلاب في الثانوية للحصول على أعلى المجاميع تقول: هذا بسبب أن الجميع يريد الدراسة بكليات القمة لأن المجتمع ينظر نظرة عالية لهذه الكليات، وبسبب الرغبة من الحصول على الوجاهة الاجتماعية ولكنهم لا يدكون أن سوق العمل اختلف، وأصبح هناك مهن لا ترتبط بكليات القمة وعليها طلب كبير. فصل بين التعليم والعمل والتقينا بعماد محمد من كلية الحقوق وهو يتفق مع الآراء السابقة من تشجيع نظام مكتب التنسيق قائلاً: نظام مكتب التنسيق مناسب، وعيبه يتمثل في الزحام الشديد أثناء سحب الأوراق وتقديمها، بسبب الأعداد الكبيرة المتقدمة للجامعات. ولم يكن حلمي دخول كلية الحقوق ولكن المجموع هو السبب في التحاقي بها، وإن كنت سعيد بهذه الدراسة فهي تحقق لي ذاتي، وتفيدني، وإن كنت في النهاية أري أنه لم يعد مهماً أن يعمل الشخص في نفس مجال دراسته، بسبب ظروف البطالة في المجتمع المتزايدة مع الوقت، وأنا أعمل فعلاً من الآن في إحدى الشركات عملاً إدارياً بعيداً عن دراستي. عدم تكافؤ الفرص وتحدثنا مع الدكتور جمال نافع أستاذ التربية بجامعة عين شمس الذي يقول: تم إنشاء فكرة مكتب التنسيق لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، الذي أصبح معدوماً الآن ففقد مكتب التنسيق مصداقيته بالتالي.فلدينا في مصر الآن 18 جامعة خاصة يدفع الطالب أي مبلغ مالي ويدرس ما يريد من تخصص، ومن ليس معه المال يخضع لأحكام مكتب التنسيق. والمشكلة أنه لو فتحنا الباب لدخول الكليات اعتماداً على رغباتهم ووفق امتحان قدرات مثلاً، فهذا لا يتوافق مع المجتمع الذي يسوده الواسطة والمحسوبية والمجاملات فسيخضع النجاح في هذا الامتحان المُحدد لدخول الكلية للواسطة وهو يعني مزيد من انعدام تكافؤ الفرص. مرض اجتماعي وعن تسابق الطلاب للحصول على أعلى المجاميع في الثانوية العامة يقول الدكتور جمال : السبب في هذا هو نظام التعليم نفسه الذي صنع عنق زجاجة اسمه الثانوية العامة، بحيث جعل الطلاب يتسابقون من أجل الخروج من هذا العنق الذي هو ضيق بطبيعة الحال، وهذا صنع بالتالي ما يطلقون عليه كليات القمة، وهذا غير موجود في أي بلد غير لدينا نحن فقط، لأننا لا ندرك أن كل المهن مهمة، وأي فئة تقدم خدمة للمجتمع فهي مطلوبة، وليس فقط خريجي الكليات العالية فهذا مرض اجتماعي.والمفروض أن ننظر لاحتياجات سوق العمل، الذي يجب أن يحدد احتياجات الكليات وعدد الطلاب الذي يدرسون بها. | |
|