موضوع: فلذات أكبادنا وسلوكيات المدرسة الخاطئه في التربية الأحد يناير 13, 2008 11:20 am
ظاهرة مؤلمة وغير حضارية نراها موجودة في أغلب المدارس عندنا إن لم تكن في جميعها معلمة أو أكثر يتجولن في فناء المدرسة وقت الفسحة ليلقين الأوامر على الطالبات بالتقاط ما رمته بعض المستهترات على الأرض من بقايا طعام أو
أغلفة له او عبوات عصير ..ليعدن الطالبات بعد انتهاء الفسحة وقد كنسن الارض بأيديهن ومن ثم تنال المعلمة رضا المديرة عنها لانها قامت بالواجب وابتسامة عريضة تعلو وجه عاملة النظافة !
وهنا نتساءل : كيف تجرؤ المعلمة وهي مربية الأجيال على أن تكون سببا لمرض طفلة ؟ ألم يأمر الاسلام بعدم لمس الأوساخ وقت الأكل فلتسأل المعلمة نفسها هل تحبين أن تتوقف ابنتك عن تناول لقمتها لتلتقط منديلا قذرا دهسته أحذية الطالبات بكل ما تحمل من ميكروبات أو بقايا أكل حط عليه الذباب ولوثه لترميه في سلة النفايات ثم تعاود أكل لقمتها بعد ان تلوثت يداها ؟؟
فمع كثرة توصيات الام لطفلتها بالالتزام بمبادىء الإسلام وآدابه أثناء الأكل من البسملة وذكر الله و غسل اليدين والابتعاد عن القاذورات والأكل باليمين إلا أن المدرسة تأتي على كل هذه الجهود بالدمار فمع ذهاب الطفلة إلى المدرسة واستقلالها عن البيت تتعرض صحتها لهجوم عنيف من الجراثيم التي تغزو الجسم عن طريق لمس بقاياالطعام والأغلفة التي تلقيها بعض الفتيات في فناء المدرسة غير آبهات بتصرفهن ..!
وهنا تكمن المشكلة فما ذنب هذه الطفلة المسكينة التي تمسك بيدها حبة بشار أو بسكويت لتقربه من فمها وإذا بذلك الصوت يعلو صائحا شيلي ذا الوسخ وارميه في الزبالة ؟؟!!!
لمعرفة آراء المجتمع حول هذه الظاهرة التقينا بعناصر اجتماعية و طرحنا عليهم الموضوع فكانت الآراء كما يلي :
تقول لولوة ( طالبة في الثانوية) لقد عانيت من هذه الظاهرة عندما كنت طفلة في المدرسة الابتدائية وكنت أحاول الفرار كلما وجدت المعلمة تقترب مني لأني لا أحب أن ألوث يدي بفضلات غيري .
وتقول ماجدة ( أم لطفلة ) كنت أوصي ابنتي بأن لا تلتقط شيئا من الأرض في المدرسة وقت الفسحة وهي تأكل خوفا على صحتها من التلوث بل يكفي أن ترمي كل طالبة الأوساخ في المكان المحدد فإن لم تلتزم الطالبات بفعل ذلك فهذا أمر يدل على خلل في التهذيب من قبل الأمهات والمدرسة وليس الطالبة النظيفة من تتحمل هذا الأمر .
وتقول خديجة (طالبة جامعية ) كنت في مدرسة ابتدائية للقيام بالتربيةالعملية فكلفتنا المديرة بهذه المهمة إلا أنني لم أسمح لنفسي بأمر طالبة بفعل ذلك إلا إن كنت رأيتها وهي ترميه على الأرض .
وتقول ن_ص (معلمة ) لا ننكر أن هذا الأمر لا يليق بنا كمعلمات خاصة عندما نأمر طالبة نظيفة بالتقاط أوساخ
أخرى لكن هي الأوامر ونحن ملزمون بتنفيذها .
وتقول خ _ح إنه أمر غير سليم من قبل المديرة وإن كانت تبرره بإماطة أذى عن الطريق فلماذا لا تخرج هي والمعلمات ليشاركن الطالبات في عمل الخير ولماذا يلمن الطالبات إن تلوثت ملابسهن وهن السبب !
كما كانت إجابة معظم الزهور بأنهن يرفضن فعل ذلك بداخلهن إلا أنهن يخفن
من المعلمة !
و في النهاية قد يرى البعض أننا نهول أمر هذا الموضوع ويرى أن إماطة للأذى عن الطريق يكسب من وراء فعله الأجر والثواب
نحن لا ننكر أهمية تربية الطفل على النظافة وغرس الأسس التربوية الجيدة في نفسه إلا أننا نستنكر هذا الأسلوب المتدني في التربية والذي يؤدي بشكل آخر الى غرس مفاهيم خاطئة حول آداب الأكل عند الطفل وإن كان لابد من تنظيف الساحة من قبل الطالبات فلنخصص لهن وقتا غير الفسحة لفعل ذلك لأن وقت الفسحة قصير كما لابد من أخذ رضا الطالبة ووالدتها وان كانت الطفلة ستلتقط شيئا من الأرض ثم تذهب لتغسل يديها ثم تعاود الالتقاط بأمر آخر وهكذا فستبقى هذه الفتاة جائعة ولن تستطيع تناول فسحتها ..وربما كان أنجع الحلول هو تخصيص مكان مجهز بمقاعد وطاولات معقمة
ونظيفة يتم فيه تناول فلذات أكبادنا لطعامهم وقت الفسحة للحفاظ على سلامتهم و
صحتهم .
ظاهرة أحببت طرحها للمناقشة لأهميتها سبب كتابتها بعد انتهاء حفل في مدرسة
طلب من البراعم تنظيف المكان وطبعا ما قصروا كنسوا المكان بنعومة أيديهن