الوجــــ الحزين ــدان المدير العام
عدد الرسائل : 2299 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: @@الديانات والسكان في روسيا@@ الخميس أكتوبر 18, 2007 3:24 am | |
|
الوضع الراهن واتجاة المشاكل العرقية في العالم يوجد فى عالم اليوم جميع أنواع المشاكل العرقية المعقدة. وبنظرة من زاوية السياسات الدولية فإن المشاكل العرقية فى المجال الكونى تتمثل فى الأنماط التالية المشكلة العرقية التى تتسم بالنزعة الانفصالية وهذا النوع من المشاكل العرقية يتميز بأن أقلية أو عدة أقليات فى دول متعددة الإثنيات تحاول جاهدة أن تفصل نفسها عن الدولة الأم وتتطلع إلى تأسيس دولة ذات عرقية واحدة أو تندمج مع نفس القومية فى الدول المجاورة. وتعد هذه المشكلة من أبرز المشاكل العرقية بعد انتهاء الحرب الباردة. ومازال لموجات الانفصال القومى - مثل تقسيم الاتحاد السوفيتى السابق إلى خمس عشرة دولة، ، وتقسيم يوغوسلافيا إلى خمس، وتشيكوسلوفاكيا إلى اثنتين- صدى يتردد إلى الآن. إن الصراعات العرقية التى اندلعت عام 1999 مثل حرب كوسوفو، الصراع فى كشمير، الفوضى فى تيمور الشرقية والصراع الدائر الآن فى الشيشان تثبت أن النزعة الانفصالية القومية هى أخطر وأبرز المشاكل العرقية فى المجتمع الدولى اليوم. وتتضمن الأقاليم التى ابتليت بهذا النوع من المشاكل العرقية كلاً من : شمال إيرلندا فى إنجلترا ، إقليم فاسكو فى أسبانيا، كورسيكا فى فرنسا، كوبيك فى كندا ، كوسوفو ومونتنجرو فى يوغوسلافيا، البوسنة والهرسك، قبرص، المستوطنات الكردية فى كل من، تكريا ، إيران، والعراق، كرايميا فى أوكرانيا، إقليم ناجورنو كارباخ فى أذربيجان، الأبخاز وجنوب الاوستيا فى جورجيا، التاميل فى سرى لانكا ومقاطعة الاسيه فى اندونيسيا، إلى آخره. المشكلة العرقية ذات الخصائص الدينية القوية بزعامة الأصولية الإسلامية ويتركز هذا النوع فى البلدان والأقاليم التى يعيش فيها المسلمون فى مجتمعات مضغوطة.ومن خصائصها العداء الشديد بين الأصوليين والعلمانيين وعن طريق التباهى براية الدين، يحاول الراديكاليون الأصوليون الذين يؤمنون بالأصولية الإسلامية إسقاط الحكم العلمانى فى بلادهم من خلال استخدام العنف حتى يؤسسوا حكما إسلاميا يتكامل فيه الدين والدولة، والدعوة إلى حرب مقدسة لنشر الإسلام. ويوجد هذا النوع من المشاكل العرقية فى فلسطين، لبنان، مصر، الجزائر، أفغانستان، طاجكستان، والاوسبك مشكلين منطقة هلالية الشكل ينشط فيها الوطنيون المتدينون المشكلة العرقية المتسمة بالشوفينية الوطنية وبالكيانات القومية الكبيرة إن المغالاة فى الوطنية هى فكر وطنى متغطرس أو ما يسمى بالذاتية العرقية. ومن خصائصها أنها تركز وتقوى مكانة ودور القومية الرئيسية فى سياسة واقتصاد وثقافة الدولة بينما يتجاهل الحقوق التى من حق القوميات المختلفة، وبالتالى تبرز التناقضات والصراعات بين القوميات. ويبرز هذا المثال فى الاتحاد السوفيتى السابق ويوغوسلافيا السابقة. فمثلا يعيش حوالى خمس وعشرين مليون روسى فى كومنولث الولايات المستقلة. وقد انتهجت بعض هذه الولايات سياسة وطنية متعصبة بعد تفكك الاتحاد السوفيتى السابق. وقد أصبح الروس مواطنين من الدرجة الثانية بين ليلة وضحاها. ونتيجة لذلك فقد شعروا بعدم توازن نفسى، وقد اشتدت التناقضات بينهم وبين القومية الرئيسية وحتى الآن لم تحل المشاكل الحساسة الخاصة بحقوق ومصالح الروس مثل وضع اللغة الروسية والجنسية المزدوجة. ويعتبر هذا حاجزا يصعب عبوره بين الروس والقوميات الأخرى. ويعد بمثابة خطر خفى خطير سوف يشحذ الصراعات الإثنية. وتوجد مشاكل مماثلة أيضا فى منطقة يوغوسلافيا. وفى بلدان مثل كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك ومقدونيا، وإقليم كوسوفو فإن التناقضات بين الصرب والقوميات الرئيسية لم تؤثر على هذه البلدان وأقاليمها فقط لكنها أيضا أعاقت العلاقات الطبيعية بينها وبين يوغوسلافيا وطن الصرب الأم . ان الرغبة فى التوحيد مع نفس القومية حتى عبر أقاليم أخرى والتى تتركز على أساس الجنس، الجنسية، والديانة تحاول أن توحد الشعوب من نفس الجنس، القومية، والديانة والذين يعيشون فى بلاد وأقاليم مختلفة. وهذا التيار من الفكر له رواج وتأثير فعال فى العالم الآن ليتضمن كيانا إسلاميا موحدا ، كيانا عربيا موحدا، كيانا تركيا موحدا ، كيانا صوماليا موحدا، الخ. العنصرية كأساس للمشكلة العرقية ويوجد هذا النوع فى الغالب فى أوروبا. فقد وازى تفكك الاتحاد السوفيتى والتغيرات الخطيرة فى أوروبا الشرقية والحروب فى يوغوسلافيا احتشاد أعداد كبيرة من المهاجرين الى غرب أوروبا مسببين ضغوطاً كبيرة على دول عديدة لتوطين هؤلاء المهاجرين، وتدهور أوضاع المهاجرين فى عدة دول. ونتيجة لذلك شهدت سلسلة من حوادث عنف ضد الأجانب وفيها ظلم هؤلاء المهاجرون واضطهدوا. وفى الوقت الحالى فإن منظمات اليمين المتطرف فى أوروبا أصبحت نشطة جدا. وتدعو هذه المنظمات الى العنصرية والفاشية والتى بدورها تهدد السلام والأمان الشخصى للمهاجرين، كما تهدد استقرار الموقف السياسى فى البلدان المعنية. فى نفس الوقت فقد صعدت بعض قوى اليمين المتشدد الى الحكم فى بعض دول أوروبا الغربية، وقد حرضت تلك القوى وشجعت على تأجج الأفكار ضد هؤلاء الأجانب. وتتضمن الأحزاب المتشددة النشطة الآن فى أوروبا الغربية كلا من الجبهة القومية الفرنسية، الحزب الليبرالى فى النمسا، التحالف الشمالى فى إيطاليا، الجماعة الفلمنكية فى بلجكيا، وأخيرا الحزب التقدمى فى كل من النرويج والدانمارك. المشكلة العرقية المميزة بالعصبية القبلية ويقع هذا النوع من المشكلة العرقية غالبا فى البلدان الأفريقية القبلية. ان الكراهية والحقد التى خلفتها أيام الاستعمار بين القبائل المختلفة مختلطة بالصدمات والتناقضات التى سببتها السياسات القبلية الحالية قد تسببت فى خلافات قبلية ونزاعات إقليمية لا تنتهى بين بلدان أفريقية عديدة وفى داخل الدولة ذاتها. وقد تسببت أيضا فى صدامات دامية واضطرابات طويلة فى المنطقة. فالقتال بين قبلية الهوتو الرواندية وقبيلة التوتسى البوروندية الذى صدم العالم، والصراعات القبلية فى الصومال تندرج كلها تحت هذا التصنيف للمشكلة العرقية إن المشاكل العرقية هى ظاهرة عالمية اليوم ، فبالرغم من تعدد أنواعها، فإنه توجد علاقات متداخلة لا تنفصل بينها. ونستطيع ان نرى من خلال هذا، الاتجاه الرئيسى لتطور المشاكل العرقية فى العالم اليوم. وضوح النزعة السياسية ويتضح هذا فى الآتى أ - ان السعى الى الاستقلال قد أصبح الرافد الأساسى فى الحركة القومية الحديثة، وإن النزعة للانفصال القومى أصبحت أشد خطرا وأكثر وضوحا. فالقوى الانفصالية القومية لم تعد ترضى بانتزاع مساحة سياسية لهم فى بلدانهم، بل على العكس يريدون تحطيم قيود الدولة الأم وتأسيس دولة وطنية مستقلة تماما. فقد فصلت ارتيريا عن أثيوبيا، وبمساعدة الأمم المتحدة حصلت تيمور الشرقية التى كانت منضمة الى إندونيسيا بالقوة على استقلالها من خلال استفتاء عام. أما كوسوفو فقد أصبحت دولة من داخل دولة وكل هذه الحقائق بلا شك توضح ان الحركة الوطنية الانفصالية وهدفها الحصول على الاستقلال حركة لا تهدأ عالمياً. والنزعة الانفصالية فى تزايد مستمر الآن ليس فقط فى الاتحاد السوفيتى السابق وأوروبا الشرقية، لكنها أيضا تتزايد فى الغرب الأوروبى المتقدم، وتستحق القوة الدافعة للانفصاليين فى العديد من الدول النامية فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية اهتماما أكبر ب- أصبح انتزاع السلطة بوسائل عديدة قضية أساسية للمشاكل العرقية فى العالم. ان الراديكالية الوطنية الموجهة بالأصولية الإسلامية تدعو بوضوح إلى شعار السياسة فى الدين، والدين فى السياسة وتضع هذا القول فى حيز التنفيذ بتصميم. وبتشبثها باستقلالية الإيديولوجية الإسلامية، تحاول ان تعيد بناء الدولة الإسلامية وتغير توجهها السياسى حتى تؤسس تدريجيا حكومة دينية يكون للكهنوت فيها اليد العليا ويتكامل الدين مع الدولة. وتحاول قوى الوحدة الوطنية ان تستعيد نطاق نفوذها التقليدى عن طريق التلويح براية جنس واحد ، قومية واحدة، ودين واحد ، كما تحاول ان تؤسس مكانة سياسية واسعة النطاق وان تتبوأ مكانة ملائمة فى النظام السياسى الدولى الجديد. أما أحزاب أقصى اليمين التى تعتنق العنصرية فتحاول ان تصعد الى السلطة من خلال حملات برلمانية حتى تحقق قيمها الضيقة وضوح نزعة التدويل أ - تستغل القوى الانفصالية الوطنية فى المجتمع الدولى اليوم التغيرات التى تحدث فى الموقف الدولى الملائمة لهم محاولين توسيع مدى الحوادث الأصلية الأولية ناشدين كسب الدعم والتدخل الدولى وأيضا تدويل هذه الحوادث. ففى كوسوفو مثلاً وعن طريق استغلال تدهور مكانة يوغوسلافيا الدولية خلقت جبهة تحرير كوسوفو حوادث عنف إرهابية، وكثفت التوتر والاضطرابات فى المنطقة كلها. وهكذا وبمساعدة قوات حلف شمال الاطلنطى حققت هدفها تدريجيا، وهو طرد جيش جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية. وقد أعطت واقعة كوسوفو الضوء للقوات العسكرية غير الشرعية فى الشيشان. أما الولايات المتحدة وتحت شعارات حقوق الإنسان والإنسانية تحاول بأقصى جهدها ان تتدخل فى الشئون الداخلية للبلدان المعارضة لها والتى من الممكن أن تصبح منافسا خطيرا لها مثل روسيا. ولقد كانت ضربات حلف شمال الأطلنطى الجوية ضد يوغوسلافيا ومساعدة ألبان كوسوفو فى أنشطتهم الانفصالية السبب الرئيسى فى شحذ أطماع متطرفى الشيشان فى الانفصال، كما ساقتهم لاتخاذ خطوة متهورة وأن يخوضوا غمار مغامرة عسكرية بأى ثمن. ب- تقود الولايات المتحدة الأمريكية العالم الغربى فى تطبيق ما يسمى بدبلوماسية حقوق الإنسان وتتدخل فى الشئون الداخلية للبلدان الأخرى تحت شعار سمو سيادة حقوق الإنسان والتدخل الإنسانى. وتتخذ الدول الغربية المشاكل العرقية شعارات لهم لبسط الهيمنة وسياسة القوة برفع راية حقوق الإنسان. وهى أيضا نقطة اختراق لتغريب وتفكيك الدول التى لا يستسيغها الغرب. ففى كوسوفو وبحجة معاناة مسلمى ألبان كوسوفو من التطهير العرقى أطلقت الدول الأوروبية بقيادة الولايات المتحدة لمدة ثمانية وسبعين يوما من الغارات الجوية ضد يوغوسلافيا. أما بالنسبة لقضية الشيشان، فقد بذلت الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية الكبرى ضغوطا كبيرة على روسيا ملوحين بعصا حقوق الأنسان الغليظة وأجبرتها على الخضوع. ونتيجة لتدخل الدول الغربية بزعامة أمريكا فى عالم اليوم، فإن المشاكل العرقية فى أى دولة أصبح من الصعب تفادى تدويلها جـ- أن بعض القوى الوطنية التى يغلفها طموح توسعى قوى مثل الإسلاميين والأتراك قد أصبحت قوى خطيرة فى السياسة الدولية اليوم. وما يلفت انتباهنا فى السنوات القليلة الماضية أن الأصولية الإسلامية ترتفع سريعا ويتم تدويلها. وحاليا فإن أنشطة منظمات الأصوليين الإسلاميين قد انتشرت فى البلدان العربية جميعها وأصبحت مكثفة باطراد. وقد بدأت منطقة من الاضطراب تتشكل أيضا وتبدأ من إيران الى السعودية فى آسيا الوسطى وتنتهى فى المغرب فى شمال افريقيا. وتكسب الأصولية أيضا أرضية فى المستوطنات المسلمة فى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. وفى نفس الوقت وتحت راية الحرب المقدسة فإن القوات الأصولية الإسلامية فى العديد من الدول يتشاورون فيما بينهم لتقوية التعاون الدولى بينهم والتركيز فى عمل مشترك، وتبعا لذلك فرض تأثير أكبر وأقوى فى الشئون الدولية المشاكل العرقية متضمنة عنفا متزايدا تشابكت المشاكل العرقية فى عالم اليوم مع عنف الإرهابيين. وقد أصبح استخدام العنف فى نمو مطرد لتكون الوسيلة التى يستخدمها الانفصاليون الوطنيون والقوى المتطرفة لتحقيق أهدافهم السياسية. وتلك أيضاً وسيلة فعالة لتدويل المشاكل العرقية فى بلدانهم. وتتضمن القوى الوطنية المتطرفة المرتبطة بأنشطة إرهابية فى الوقت الحالى مايأتى: أ- القوى التى تسعى للانفصال مثل نمور التاميل فى سيرلانكا، منظمة إيتا الانفصالية المكونة من الانفصاليين الأسبان، المنظمات الشيشانية العسكرية غير الشرعية، إلى آخره ب- القوى المتطرفة التى تسير على هدى الأصولية الإسلامية مثل منظمات حماس وأبو عبود دخيل المنشقة من الرابطة الإسلامية، حزب الله فى لبنان، قوات أسامة بن لادن المتمركزة فى أفغانستان، قوات الوهابيين فى وسط آسيا وشمال القوقاز، إلى آخره. جـ- القوى التى تكره وتستبعد المهاجرين الأجانب وتتبنى العنصرية: مثل حزب جلد الرأس الهولندى فى ألمانيا، حركة المجتمع الجديد فى إيطاليا. إلى آخره. وتجدر الإشارة هنا إن الولايات المتحدة تتعامل مع الإرهاب بمكياليين، فهى من ناحية تجاهد بحزم لتحطيم الأنشطة الإرهابية المضادة للولايات المتحدة والتى من الممكن أن تستفيد منها. إن الموقف الأمريكى المتغطرس بلا شك قد شجع العجرفة الإرهابية للقوة الوطنية. ويعتبر هذا عاملا مهماً يؤدى إلى تفاقم نزعة العنف فى المشاكل الإرهابية بروز العوامل الدينية ووضوحها فى المشاكل العرقية توجد روابط لا نهائية بين القومية والدين. لقد أصبح الدين جزءاً لا غنى عنه فى الكيان الوطنى ومن الصعب الفصل بين الوعى الوطنى والوعى الدينى. ونتيجة لذلك فقد امتزجت الصراعات الدينية بالعديد من الصراعات العرقية بطريقة لا يمكن تجنبها. فعلى سبيل المثال فى منطقة كوسوفو فإن التناقضات والاختلافات بين الألبان والصرب لا تنعكس فقط فى اختلاف جنسياتهم، ولكن أيضا اختلاف دياناتهم (الإسلام والكنيسة الشرقية الارثوذكسية). وفى البوسنة والهرسك فقد اتحد مسلموها كرواتا وصرباً فقط لأنهم يؤمنون بالإسلام وخاضوا حروباً ضد الصرب المنتمين للكنيسة الشرقية الارثوذكسية والكروات الكاثوليك لمدة ثلاث سنوات. أيضاً تفاقم الصراع بين المسلمين والكنيسة الشرقية الارثوذكسية بسبب الاختلاف المذهبى أو الدينى بينهم. وفى الوقت الحاضر، فإن صراعات عنيفة بين المسيحيين والمسلمين فى مناطق عديدة فى العالم تتزايد بحدة وعنف، فالتناقضات والصراعات بين المعتقدات والطوائف الدينية المختلفة قد أصبحت سببا هاما لإشعال الصراعات العرقية. وفى نفس الوقت، فقد أصبح الدين وسيلة فعالة يستخدمها الانفصاليون الوطنيون لتحقيق أهدافهم السياسية. ففى منطقة الشيشان مثلاً وبالتلويح براية الإسلام، فإن القادة الانفصاليين الوطنيين مشغولون فى أنشطة انفصالية ويوجهوا المسلمين عن طريق استغلال مشاعرهم الوطنية لمواجهة الروس الذين يؤمنون بالكنيسة الارثوذكسية الشرقية محاولين فصل مناطق شمال القوقاز المسلم كلها عن روسيا ليؤسسوا دولة إسلامية تكون الشيشان مركزها نتيجة لموقع القارة الأوروآسيوية المحورى الاستراتيجى (75% من سكان العالم،60% من ثروات العالم، ثلاثة أرباع طاقة العالم، وأكبر الدول المتقدمة فى العالم)، ومواصلة الولايات المتحدة لاستراتيجيتها الأوروآسيوية للسيطرة على العالم فقد صارت القارة الأوروآسيوية محملة بأخطر وأكبر تركيز للمشاكل العرقية فى العالم ففى عام 1999 فقط ، أطلق على القارة الأوروآسيوية بجدارة منطقة كوارث لابتلائها بالمشاكل العرقية مثل حرب كوسوفو، الصراع فى كشمير، والحرب فى شمال القوقاز. وقد تشكلت فى القارة الأوروآسيوية الآن عدة مناطق خطرة التى من الممكن ان تنفجر فيها صراعات عرقية. ففى منطقة نفوذ الاتحاد السوفيتى السابق فى بحر البلطيق، وسط أوروبا ومنطقة البلقان المعروفة تاريخيا بـ برميل البارود. منطقة أخرى هلالية الشكل تتكون من أفغانستان، إيران، العراق، باكستان، تركيا، البلدان المؤسسة حديثا فى وسط آسيا ، البلدان العربية فى الشرق الأدنى وأخيرا الجزائر والسودان فى شمال أفريقيا. أما ثالث منطقة فهى المنطقة التى تحد الهند ، باكستان، وسرى لانكا. وكل هذه الأقاليم الخطرة تقع داخل حدود القارة الأوروآسيوية التى يوجد بها أكبر كثافة سكانية حيث يوجد بها ثلث سكان العالم والتى تغطى محيطين، ثلاث قارات ، مواقع استراتيجية عديدة وأخيرا مناطق غنية بالثروات الطبيعية. إن بزوغ المشاكل العرقية فى العالم اليوم ليس ظاهرة منقطعة ولكن له خلفية عميقة ومعقدة
| |
|
الوجــــ الحزين ــدان المدير العام
عدد الرسائل : 2299 تاريخ التسجيل : 20/09/2007
| موضوع: رد: @@الديانات والسكان في روسيا@@ الخميس أكتوبر 18, 2007 3:26 am | |
| <H3> إن انتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب قد أدى إلى انهيار نظام القطبية الثنائية الذى تشكل بعد الحرب العالمية الثانية وأعطى فرصا لبزوغ الروح القومية عالميا أولا: نتج عن انهيار نظام القطبية الثنائية عدم توازن خطير فى القوى الدولية ، فقد اختفى الاتحاد السوفيتى ومعه دوره كقوة عظمى ومعها ضعفت القوى الخلفية لها سريعا، كما إن التناقضات بين المجموعات العرقية المختلفة التى كانت مقيدة لفترة طويلة أصبحت سريعا مشكلة مؤثرة بعد انتهاء الحرب الباردة. وقد أدى الانتشار السريع للروح الوطنية إلى تدفق أمواج من الاضطرابات القومية. وقد صعدت عدد من الدول المستقلة حديثا التى أسست على أسس المبادئ العرقية واحدة تلو الأخرى إلى حلبة السياسة الدولية. وتعتبر الصراعات الخطيرة فى كل من كوسوفو والشيشان استمرارا ونتيجة لهذه الموجات. ولم يطلق الانفصاليون الوطنيون فى الاتحاد السوفيتى السابق وفى شرق أوروبا كل طاقتهم بعد ثانيا: لقد أبرز انتهاء الحرب الباردة فشل النموذج الاشتراكى الروسى ومعها اندثار أيديولوجية النمط السوفيتى الذى وافق نمط الحرب الباردة مشكلا فراغا أيديولوجيا فى الاتحاد السوفيتى السابق. وقد حاولت جميع أنواع القوميات التى بزغت عند هذه النقطة أن تملأ فراغ تلك الأيديولوجية بعد انتهاء الحرب الباردة. ومما لاشك فيه فإن بزوغ أنماط واتجاهات عديدة من الأيديولوجيات الوطنية مثل الشوفينية الوطنية، القومية الإسلامية، القومية التركية، وروسيا العظمى التى دعا إليها ريلروفسكى هى نتائج مباشرة للتحول الأيديولوجى بعد الحرب الباردة. ثالثا: إن الحركات الوطنية الانفصالية التى نشأت فى الاتحاد السوفيتى السابق وأوروبا الشرقية أحدثت تأثيرات كبيرة ليس فقط على المناطق السابق ذكرها ولكن على العالم كله، فقد أعلنت القوى الانفصالية الوطنية فى إقليم كويبك بكندا صراحة أن تفكك الاتحاد السوفيتى السابق قد ضرب مثلا يحتذى لكويبك. إن النظام السياسى والاقتصادى العالمى الحالى غير العقلانى والظالم يشحذ ويولد العديد من المشاكل العرقية. وبنظرة من زاوية السياسة الدولية نجد أن أولا : أن الاستعمار أو نظام الهيمنة وسياسات القوة فى العلاقات الدولية الحديثة والمعاصرة هو المصدر الأساسى والتاريخى للمشاكل العرقية فى العالم اليوم. فالعديد من المشاكل القبلية عبر الحدود والنزاعات الإقليمية فى أفريقيا والتى صنعت بسبب القوى الاستعمارية قد أرست خطراً خفياً للصدامات العرقية (القبلية) فى أفريقيا. الصراع فى كشمير بين الهند وباكستان، وقضية تيمور الشرقية كلها وليدة للنظام الاستعمارى. إن الكراهية العرقية والاستياء فى الاتحاد السوفيتى السابق وأوروبا الشرقية متضمنة اقليم البلقان مرتبطة مباشرة بنظام الهيمنة وسياسات القوى التابعة للقوى الامبريالية فى الماضى. فقد حكمت منطقة البلقان مثلا بجنسيات أخرى لمدة طويلة فى التاريخ. إن سياسة فرق تسد وسياسة استخدام البربر للسيطرة على البربر التى كانت تنفذها القوى الامبريالية المتعددة نحو الجماعات العرقية المختلفة قد وسعت الفجوة وعمقت الكراهية بين مختلف الجماعات العرقية. وأيضا كثفت الصدامات والصراعات بين الديانات والثقافات المختلفة فى هذا الإقليم، منبئة بحروب عرقية مستمرة بينهم ثانيا: إن العالم الغربى برئاسة الولايات المتحدة المنتصرة فى الحرب الباردة ، تسعى للسيطرة على النظام السياسى والاقتصادى الجديد فى العالم عن طريق استغلال فرصة لا تقارن لقوتهم الوطنية الشاملة. وتحت شعار المشاكل العرقية وبالاستعراض بشعار حقوق الإنسان والإنسانية يتدخلون برعونة فى الشئون الداخلية للدول النامية، وينشروا علانية سلسلة جديدة من المغالطات عن الهيمنة مدعية أن التدخل الدولى فى المشاكل العرقية لدولة ما لا يعنى التدخل فى شئونها الداخلية. وكل هذا لا يسهل فقط الأمور للعالم الغربى بزعامة أمريكا لإطلاق يده للتدخل فى المشاكل العرقية فى البلدان الأخرى حتى يؤثر فى الشئون الداخلية للدول النامية وينفذ استراتيجيته الشاملة على العالم، ولكنه أيضا يمد الانفصاليين الوطنيين بظروف مواتية لانتظار فرصهم للاندماج فى أنواع متعددة من الأنشطة الانفصالية محفزين غطرسة الوطنيين الانفصاليين ومعرضين تدويل المشاكل العرقية فى البلدان المعنية للتفاقم والتدهور. وغالبا ما تتعامل الولايات المتحدة وبعض البلدان الغربية الأخرى مع المشاكل العرقية تبعا لمصالحها وأهوائها ومثلها. وهذه الطريقة لا تساعد فى إيجاد حلول معقولة لتلك المشاكل ولكنها تزيدها تعقيدا وبنظرة من خلال الاقتصاد الدولى نجد أن أولا: إن النظام الاقتصادى العالمى القديم المميز بالتوزيع العالمى غير العادل للعمالة والتجارة والمال مازال يتحكم ويسيطر على نمط وعلاقات الاقتصاد العالمى، ويحصر عددا كبيرا من الدول النامية ذات الاقتصاد المتخلف فى وضع غير مناسب فى التنافسات الاقتصادية العالمية، وإلى حد ما وسع الهوة الكبيرة الموجودة أصلا بين الشمال والجنوب. وتزرح بعض دول الجنوب الآن تحت أزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة بسبب الفقر، الديون، البطالة وأخيرا التضخم. وبهذا توفر تربة غنية لنشر وتوليد الروح القومية المتعصبة. أن المشاكل العرقية الموجهة بالأصولية الإسلامية تترعرع فى هذه البلدان والأقاليم المتخلفة والفقيرة اقتصاديا ثانيا: إن عدم التوازن فى التنمية الاقتصادية خليق بإيقاظ عواطف الوطنيين ويؤدى إلى مشاكل عرقية خطيرة. إن القوميات فى الأقاليم النامية اقتصاديا غالبا ما تشعر بعدم توازن نفسى لأنها تشعر أنها أعطت الكثير وتطالب بحكم ذاتى أكثر بل وتنشد الاستقلال. ومن أمثلة ذلك حركة الاستقلال فى ولايات البلطيق الثلاث فى الاتحاد السوفيتى السابق، وسلوفينيا وكرواتيا فى يوغوسلافيا السابقة. أن السبب الذى جعل مقاطعتى فاسكو وكاتالونيا، أكثر المقاطعات تقدما فى مجال الصناعة فى أسبانيا تطالبان بالانفصال عن أسبانيا، إنهما لا تريدان ان تكونا اقتصاديا مرتبطتين بالمقاطعات الفقيرة والمتخلفة. وعلى العكس، فإن القوميات فى المقاطعات المتخلفة اقتصادياً تشعر بأن مقاطعاتها أصبحت مستعمرات للمقاطعة المتقدمة اقتصادياً ويوجد لديها إحساس قوى بأنها نهبت ومتحامل عليها. ونتيجة لذلك، فإن نزعة الابتعاد عن المركز فى ازدياد مطرد مؤدية إلى الانقسام وحتى إلى تفكك الدولة. ثالثا: إن التقدم السريع فى نظام عولمة الاقتصاد قد حفز المتمسكين بقوميتهم وحث على صعود الروح القومية والحفاظ على قوتها الدامغة عالمياً. وبعد إنتهاء الحرب الباردة، مدفوعة بثورة المعلومات التكنولوجية والصناعات عالية التقنية فإن العولمة الاقتصادية قد تطورت بسرعة ورفعت بشدة مستوى التبادل الاقتصادى واعتماد البلدان والأقاليم على بعضهم البعض والتى تتجاوز حدود الدولة الأصلية، وبالتالى فرضت تحديا خطيرا على العلاقات الدولية وعلى سيادة الدولة. إن المكونات الأساسية للعلاقات الدولية الحالية مازالت هى الدول القومية. آخذين فى الاعتبار حماية الدولة والمصالح القومية، فإن الدول - خاصة النامية- لابد أن تعتمد على الروح القومية لتقاوم التأثير الخطير للعولمة على سلطة الدولة وعلى القيم الوطنية القومية، وفى نفس الوقت تستمتع بالفوائد الهائلة للعولمة. إن القوى الداخلية الوطنية تستخدم الوطنية كسلاح قوى ليقاوموا ويناضلوا عملية العولمة ، وعلى إثر ذلك فإن الروح القومية، القبلية، والأصولية الإسلامية قد انبثقت بالتوالى فى مواجهة العولمة الاقتصادية. تعتبر التحيزات والأخطاء التى ارتكبتها الدول العرقية فى سياستها العرقية أسباباً مهمة فى اشتداد المشاكل العرقية الحالية وبخصوص الوضع الحالى للمشاكل العرقية، فإن عدداً ليس بكثير من الدول يستطيع التعامل جيداً مع العلاقات العرقية أو تكوين علاقة جيدة ومتناغمة. وفى نفس الوقت فإن لكل دولة بيئتها الجغرافية، قوتها الاقتصادية، أحوالها السياسية، وطبيعتها الإنسانية فلا يوجد نموذج جاهز أو علاج سحرى يمكن تطبيقه عالمياً فى كل البلدان ذات المشاكل العرقية ولهذا فاليوم ترى الشعوب إنه فى مواجهة جميع أنماط المشاكل العرقية المعقدة فإن العديد من الدول لم تتخذ الإجراءات المناسبة لكنها ارتكبت أخطاء عديدة. وبالتالى أدى ذلك إلى زيادة تفاقم التناقضات والصراعات بين مختلف القوميات، فمثلا فقد شجع الحكم الذاتى المفرط الذى منحته يوغوسلافيا لكوسوفو بعد الحرب العالمية الثانية النزعة الاستقلالية للجنس الألبانى وعند مواجهة الموقف الخطير للتغيرات العنيفة فى أوروبا الشرقية فى عام 1989 حرمت يوغسلافيا كوسوفو من حكمها الذاتى الذى مما لاشك فيه أثار معارضة قوية بين الألبان. إن المشاكل العرقية التى تواجه المجتمع الدولى اليوم هى مشاكل عاجلة وشاقة فهى تفرض تهديداً خطيراً على استقرار وأمن بلدان وأقاليم عديدة وتؤثر تأثيراً خطيراً على السلام والتنمية العالمية وتتحدى عولمة الاقتصاد العالمى والتعاون الإقليمى، وسوف تلعب المشاكل العرقية دوراً متزايداً وكبيراً فى حاضر ومستقبل العلاقات الدولية، ومن الضرورى عدم التقليل من تأثيراتها. إن المشكلة العرقية ذات البعد العالمى الشامل لهى مشكلة واقعية، ملحة وقاسية تواجه البلدان متعددة القوميات. أولاً: من المنظور السياسى فإن النمو المطرد والتركيز الحاد للمشاكل العرقية قد عرض استقرار وحتى سيادة وسلامة أراضى الدولة للخطر. وقد نتج عن حرب كوسوفو وجود دولة داخل دولة داخل حدود يوغوسلافيا. وترتبط المشكلة الشيشانية بإعادة توحيد روسيا وبالاستقرار الاجتماعى. أما نظرية التدخل الحديث التى استحدثتها الولايات المتحدة وقادت به البلدان الغربية خلال حرب كوسوفو قد جعل مشكلة عرقية داخلية هدفاً للتدخل عن طريق القوى الدولية، ضاربة بذلك جذور المعايير الذى تحكم العلاقات الدولية من المساواة فى الحكم وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والتى تم الاعتراف بها فى العصور الحديثة. أيضاً فرض ذلك التدخل تهديدات خطيرة على نظام الحكم وعلى الوحدة الإقليمية للبلدان المعنية. ثانيا: ومن الوجهة الاقتصادية، فإن شدة تركيز المشاكل العرقية يؤدى إلى موقف سياسى غير ثابت ويعوق بشدة التنمية الاقتصادية للبلاد المعنية. فحرب كوسوفو قد ابتلت الاقتصاد بنكسة خطيرة فى يوغوسلافيا. كما أن ضربات حلف الأطلنطى الجوية ضد يوغوسلافيا جعلت الدولة تخسر مليارات من الدولارات الأمريكية. وستأخذ المسألة أكثر من عشر سنوات لإعادة بناء يوغوسلافيا. إن الإنفاق على اللاجئين والإنفاق العسكرى بسبب الحرب الشيشانية قد سبب عبئا ثقيلاً على روسيا وألقى بظلاله على إصلاح وتنمية اقتصاد روسيا. ثالثاً: وفيما يتعلق بالأمن، فإن زيادة المشاكل العرقية خاصة أنشطة القوى المتعصبة يشكل تهديداً فورياً لاستقرار وأمن البلاد المعنية ويشعل فتيل الاضطرابات فى المجتمع ويمنع الشعب من العيش حياة طبيعية فى أمن وسلام. فالانفجارات فى موسكو وبعض المدن الأخرى التى فجرها الإرهابيون الشيشان قد سببت إصابات واسعة فى المواطنين الأبرياء ودمرت بشدة الحياة السلمية للشعب الروسى، كما دمرت النظام الاجتماعى. إن المشاكل العرقية التى من الصعب حلها قد أصبحت تهديداً حقيقياً وخطراً خفيا خطيراً يواجه الدول المعنية إن المشكلة العرقية ليست دائماً محدودة داخل حدود دولة واحدة. فإن انتشارها يشحذ الاضطرابات فى الإقليم كله ويؤثر بشدة على سلام وأمن الإقليم. إن قضية كوسوفو لم تتضمن يوغوسلافيا فحسب لكنها أثرت مباشرة على ألبانيا، ومقدونيا حيث يعيش هناك أعداد كبيرة من الألبان. فى نفس الوقت، فأن تصعيد قضية كوسوفو قد أثر سلبا على العلاقات بين يوغوسلافيا وبين ألبانيا ومقدونيا، بل وأثر مباشرة على استقرار وأمن إقليم البلقان كله. أما الصدام فى كشمير فقد وتر العلاقات بين الهند وباكستان وأدى إلى عدم الاستقرار فى جنوب آسيا. وقد جعلت أيضا حرب الشيشان العلاقات بين بلدان شمال القوقاز غير سهلة ومعقدة وأصبح الوضع فى الإقليم أكثر تعقيداً واليوم عندما يصبح السلام والتنمية هو الموضوع الرئيسى فى عصرنا الحديث فإن أنشطة الراديكاليين الوطنيين والمتطرفين قد أصبحت اللعنة التى تدمر بشدة استقرار العالم والتى تعرقل التبادل والتعاون الدولى. كما إنها تمارس تأثيراً سلبياً متزايداً على عولمة اقتصاد العالم وتهدد التيار التاريخى للاسترخاء التدريجى فى الموقف الدولى. ويخلق الإرهابيون الدوليون، تحت قيادة المتطرفين الوطنيين، باستمرار حوادث عنف ويرتكبون جرائم تتجاوز حدود أوطانهم، مثل الاتجار فى السلاح وتهريب المخدرات. وقد فرضت أنشطة الإرهابيين الدوليين تحديا حقيقيا للأمن الدولى وأصبحت تمثل تهديداً خطيراً للسلام الدولى بعد الحرب الباردة. وبنظرة من خلال مستقبل تطور المشاكل العرقية فى العالم نجد أن الموقف الدولى عموماً يميل الى الاسترخاء. ومدفوعة بقوة بعولمة وأقلمة الاقتصاد العالمى فإن التعاون المشترك والتحالف بين الدول يقوى باستمرار. كما أن الدول المعنية تستكشف بفاعلية طرق لحل المشاكل العرقية. وعلى العموم فنحن لا نتوقع أن تحل المشاكل العرقية فى وقت قصير بل يجب أن نحتفظ بيقظة شديدة وأن نتفهم تعقيداتها وخطورتها وطبيعتها المسهبة أولاً: كظاهرة تاريخية فإن المشاكل العرقية ستبقى ولن تنزل من على مسرح التاريخ تلقائياً طالما يوجد هناك قوميات ووطنيات ثانياً: أن العقبة الخطيرة التى تعوق حل المشاكل العرقية فى عالم اليوم هى النظام السياسى والاقتصادى العالمى غير المنطقى وغير العادل، ومالم يوجد نظام عالمى سياسى واقتصادى عالمى جديد يتميز بالعدل والمنطقية فإن المشاكل العرقية فى العالم لن تحل بل على العكس سوف تزداد حدتها. ولتأسيس نظام سياسى واقتصادى عالمى جديدا عادلا ومنطقيا سيحتاج أن نجتاز برنامجا طويلا وشاقا. وفى الوقت الحالى، يوجد عدم توازن حاد للقوى فى العالم، أن وضع الولايات المتحدة كالقوة الخارقة الوحيدة يقوى ويدعم. وبالاعتماد على تفوقهم، فإن الولايات المتحدة متزعمة العالم الغربى المتقدم تتبنى ما يسمى بقواعد اللعبة وتعتبر مسألة كوسوفو مثالاً ودليلاً على ذلك. فقد أثبتت الحقائق أنها تعتبر مثالاً للهيمنة والقوة السياسية. وذلك لن يساعد على إنشاء نظام سياسى واقتصادى عالمى جديد عادل ومنطقى. بل على العكس سوف يؤخر ويعطل هذه العملية بشدة. وهكذا نلقى بظلال ثقيلة على حل تلك المشاكل فى العالم ثالثا: إن المشاكل العرقية قد أصبحت بالتدرج الأعذار التى تتخذها الولايات المتحدة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى وذلك برفع شعار التدخل الإنسانى. وبوضع مصالحها الشخصية فى الاعتبار فإن الولايات المتحدة تنفذ بنشاط خطتها الاستراتيجية للسيطرة على العالم وتهاجم وتكبح جماح تلك الدول التى من الممكن أن تكون منافسا محتملا لها. إن المشاكل العرقية هى الأعذار التى تستخدمها أمريكا باستمرار للقيام بحملاتها. وفى المستقبل فإن الولايات المتحدة ستستخدم المشاكل العرقية أكثر وأكثر لإضعاف وهزيمة منافسيها. ولتحقيق هدفها بتحويل الدولة الأخرى للغرب ولتقسيمها. وهذا بالتأكيد سيركز تناقضات المشاكل العرقية الموجودة حالياً ويخلق مشاكل عرقية أكثر. وباختصار فإن الصراعات المحلية التى تشعلها المشاكل العرقية لا يمكن تحاشيها فى المستقبل، وسوف تهدد باستمرار الأمن والسلام العالمى. وعلى المجتمع الدولى أن يستمر فى إعطاء تلك المشاكل اهتماماً أكبر
أحدث المقالات اضافة فى هذا القسم
تشيخوف علامة بارزة في المسرح الحديث الكاتب الروسي المعاصر فالنتين راسبوتين ألكسندر بوشكين.. أمير شعراء روسيا من القادة السياسيين لينيـــن
</H3> | |
|